قالت تقارير إعلامية إن ثلاث دول برزت في السنوات الأخيرة في مجال التحول إلى مجتمعات تسود فيها معاملات دون نقود، وذلك بسبب الإقبال الكبير من المستهلكين على الوسائل الرقمية للدفع.
وأشار تقرير لموقع بيزنيس إنسايدر، إن السويد وبريطانيا واستراليا تتحول إلى الرقمنة بمجال المدفوعات بشكل لافت، ويمكن أن تقدم خارطة طريق لدول أخرى تبحث عن طريقها للتحول إلى مجتمعات دون معاملات نقدية.
وبحسب التقرير فإن حصة المعاملات النقدية تراجعت في استراليا من 70% عام 2007 إلى 37% عام 2016، وفق بيانات البنك المركزي الأسترالي.
وقال الموقع إن حجم المعاملات غير النقدية في الدول الثلاث فاق حجم المعاملات النقدية التقليدية، وهو ما يقدم نظرة واقعية لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات غير النقدية.
وفي إجابة على سبب النمو السريع للمعاملات غير النقدية، قال الموقع إن الأمر وثيق الصلة بصعوبة التجارة الإلكترونية، إلا أنه ليس العامل الوحيد، حيث تنفتح شهية المستهلكين في الوقت الحالي للتكنولوجيا غير الاعتيادية، ولتجريب طرق جديدة للدفع.
واستفاد المستهلكون في هذا الصدد من سهولة الوصول إلى هذه التقنيات الرقمية، ومن إطلاق الحكومات مبادرات في مجال الدفع بالطرق الرقمية، مثل التحويلات المالية الفورية ودعم العملات الرقمية، وهو ما جعل الدفع بالطرق الرقمية مجديا لكل من المستهلك والتاجر.
ويشير تقرير الموقع إلى أن بريطانيا وأستراليا والسويد تنفذ استراتيجيات لتحقق السبق بأن تكون أول مجتمع في العالم دون نقود، فأستراليا مثلا حظرت عمليات الشراء بالنقود في المعاملات التي تفوق قيمتها عشرة آلاف دولار أسترالي (7500 دولار أمريكي)، كما أطلقت الحكومة منصة للمدفوعات الجديدة تتيح التحويلات الفورية لتكون بديلا عن المدفوعات النقدية.
وفي السويد، تخلى الناس عن الوسائل النقدية في الدفع لفائدة البطاقة البنكية، إذ لا تتجاوز نسبة الدفع بالنقود 2% من مجموع المدفوعات في البلاد ككل، وهي نسبة يتوقع أن تتراجع إلى أقل من نصف نقطة مئوية بحلول عام 2020.
وفي بريطانيا، حيث يمتلك كل السكان بطاقة ائتمان (credit card)، تجاوزت قيمة المدفوعات بهذه الوسيلة المدفوعات النقدية لأول مرة بنهاية عام 2017، وأسهم في هذا التحول بشكل كبير إقبال الناس على استخدام البطاقات بتقنية الدفع دون لمس (contactless cards)، إذ زاد هذا الاستخدام العام الماضي بنسبة 97%، ليناهز 5.6 مليارات معاملة.