لم يكن اغتيال الناشطَيْن رائد الفارس وحمود جنيد في مدينة كفرنبل بريف إدلب أمس الجمعة، حدثاً عابراً، حيث أثارت عملية اغتيالهما ردود فعلٍ محليّة وعالمية واسعة.
حيث أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان عملية الاغتيال، محمّلاً ما سمّاه “تحالف الاستبداد والإرهاب” المسؤولية، مضيفاً أن الفارس “تصدى لتنظيمات الإرهاب العابر للحدود التي عملت وما زالت على خطف الثورة وحرفها عن مسار الحرية والعدالة” بحسب البيان.
وتابع البيان، “سنبذل كل ما هو ممكن من جهود بالتعاون مع الحكومة السورية المؤقتة، والأذرع التنفيذية التابعة لها، للبحث عن المجرمين وجلبهم أمام العدالة”.
وأصدر ممثل وزارة الخارجية الأمريكية إلى سوريا “جيمس جيفري” ومكتب المبعوث الخاص لسوريا “جول رايبون” بياناً، عبّرا من خلاله عن حزن الخارجية الأمريكية بخصوص حادثة اغتيال الفارس وجنيد.
وأشار البيان الأمريكي إلى أن الفارس وجنيد كانا من الوطنيّين، والناشطين الذين كرّسوا حياتهم لبناء مستقبل أفضل لسوريا والشعب السوري، بوصفهما رمزين من رموز الثورة ومن خيرة شبابها.
وأضاف البيان، “العالم سيبقى يتذكر لافتات الفارس الشهيرة في كفرنبل، وستبقى لقطات حمود شاهداً إلى الأبد على الجرائم التي اقترفها نظام الأسد بحق الشعب السوري”.
من جانبه، وصف “جون جايغر” المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، عملية الاغتيال “بإطفاء الشعلة الأخيرة للثورة”، والتي كانت في يوم من الأيام مصدر فخر وإلهام للمدنيين.
وفي السياق، صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اعتبرت رائد الفارس أحد أهم النشطاء في الثورة السورية، مشيرةً إلى التهديدات التي يتعرض لها نشطاء الثورة ممن يواجهون نظام الأسد والقوات المتطرفة، على حد وصف الصحيفة.
أما صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد اعتبرت اغتيال الفارس، دلالةً مريرةً على نهاية الحلم الذي سعى له مع نشطاء الثورة السورية، المتمثل بإسقاط النظام وإنشاء ديمقراطية في سوريا.
يشار إلى أن رائد الفارس، قد نجا من محاولة اغتيال تعرّض لها مع بداية عام 2014، بعد إصابته بعدّة طلقات نارية من قبل مجهولين، وذلك بعد فترة من اقتحام عناصر من تنظيم الدولة المكتب الإعلامي لمدينة كفرنبل وتخريبهم لمعدّاته، كما اعتقل رائد الفارس برفقة الناشط هادي العبد الله من قبل جبهة النصرة مطلع عام 2016.