شهد اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اليوم الاثنين مواجهة بين الغرب وروسيا التي حاولت وقف الصلاحيات الجديدة للمنظمة والتي تمكنها من تحديد المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة السامة مثل تلك التي وقعت في سوريا.
ودعت روسيا بدعم من الصين وإيران، إلى تصويت في اللحظات الأخيرة على ميزانية المنظمة وعلى تشكيل “مجموعة خبراء” لدراسة دور المنظمة الجديد في تحديد المسؤولين عن الهجمات بأسلحة كيماوية.
إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا اتهمتهم بمحاولة “إعادة ساعة التاريخ إلى الوراء” وقالتا إن العمل على توجيه الاتهامات في الهجمات في سوريا يجب أن يبدأ كما هو مخطط له مطلع العام المقبل.
وكانت الدول الغربية عملت على منح المنظمة الصلاحيات الجديدة بعد سلسلة من الهجمات الكيماوية في سوريا إضافة إلى هجوم بغاز أعصاب على الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري البريطانية في آذار الفائت.
وقال المبعوث الروسي ألكسندر شولغين إن “المزاعم الغربية باستخدام دمشق وموسكو الأسلحة الكيماوية هي احتيال و محض أكاذيب على حد تعبيره”.
وأضاف شولغين أن قرار حزيران “غير شرعي” ويتجاوز معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية التي تم التوقيع عليها في 1997 لتخليص العالم من الأسلحة السامة، والذي أنشئت المنظمة استنادا إليها.
كما نفى نائب وزير الخارجية في حكومة النظام فيصل المقداد استخدام الأسلحة الكيماوية، وشن هجوماً على الحلفاء الغربيين.
وقال “لقد علمتم الناس استخدام الأسلحة الكيماوية، وقد استخدمتم الأسلحة الكيماوية في الحربين العالميتين. والحكومة السورية لم تستخدم مطلقاً الأسلحة الكيماوية”.
وقال السفير الأميركي كينيث وورد إن المزاعم الروسية بأن الصلاحيات الجديدة الممنوحة للمنظمة غير مشروعة هي “نفاق بشع” محذراً من مغبة السماح ببداية “عهد جديد من استخدام الاسلحة الكيمياوية”.
وأضاف وورد “ماذا فعلوا خلال السنوات القليلة الماضية سوى التآمر مع حليفهم السوري لدفن حقيقة ما حدث في سوريا إلى جانب دفن من قتلوا بسبب استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية”.
ووصف المبعوث البريطاني إلى المنظمة بيتر ويلسون أي محاولة للحد من صلاحيات المنظمة الجديدة بأنها “غير مقبولة”.
بدوره قال السفير الفرنسي فيليب لاليوت أن الخطة الروسية “في أفضل الحالات” ستؤجل إلى ما لا نهاية دور المنظمة في تحديد المتهمين “وهذا أمر لا يمكن أن نقبله”.
وستصوت الدول الأعضاء الآن على ميزانية المنظمة – في أول تصويت من نوعه في تاريخها – وعلى خطط لتشكيل “مجموعة خبراء” الثلاثاء. وتجتمع المنظمة لمدة أسبوعين.
وتشير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى أن اجتماع الدول الأعضاء البالغ عددهم 193 سيستمر لأسبوعين ويهدف إلى “مناقشة مستقبل المنظمة”.
وفي كلمته الافتتاحية قال المدير العام الجديد للمنظمة فرناندو أرياس أن “الأعراف الدولية ضد استخدام الأسلحة الكيميائية تتعرض لضغوط”.
وأضاف “إن استخدام هذه الأسلحة المتكرر يشكل تحدياً يجب مواجهته بعزم قوي وموحد”.
وقال أرياس إن فريق تحقيق “صغير جدا ولكنه قوي جدا” سيكلف تحديد هوية منفذي جميع الهجمات الكيماوية في سوريا منذ العام 2013.
المصدر: أ ف ب