في ظل الظروف العادية، تمر الانتخابات الأمريكية مرور الكرام خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وعادة ما يركز العالم على الانتخابات الأمريكية، عندما يكون الموضوع متعلقاً بمنصب الرئيس، ولكنك لو كنت أمريكياً هذه الأيام خارج الولايات المتحدة، فمن الطبيعي أن يتم سؤالك عما سيجري منتصف اليوم الثلاثاء، الذي سيشهد الانتخابات النصفية.
وقالت ليزلي فينجاموري، عالمة السياسة الأمريكية التي تعيش في لندن منذ أكثر من 12 سنة، إنها تتلقى الكثير من الأسئلة كل يوم، بخصوص الانتخابات النصفية.
وقالت فينجاموري، التي تدير برنامج الولايات المتحدة في تشاثام هاوس في لندن: “إن الجميع في القطاع الخاص مهتمون للغاية”.
وأضافت أن هذا الاهتمام موجود خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن الدول التي كانت تأمل فوز ترامب قبل عامين، باتت تتمنى الآن لو أنه لم يفز، منتظرة اليوم منافسة قوية من قبل الديمقراطيين، وخاصة الصين التي تبني الكثير من الآمال على الانتخابات النصفية، وعلى الرغم من وجود دول أقل اهتماماً بالانتخابات النصفية، إلا أن عواقب هذه الانتخابات ستشعر بها جميع دول العالم.
وأضافت الخبيرة أن أوربا الغربية، تتابع بقلق عميق الانتخابات النصفية الأمريكية، خاصة وأنها تشعر أن ترامب بدأ يدير ظهره للحلفاء عبر الأطلسي، وخاصة ألمانيا وبريطانيا، حيث يتمنى العديد من المفكرين في لندن، عودة مجلس النواب على الأقل إلى الديمقراطيين.
وقال إيان بوند، وهو دبلوماسي بريطاني متقاعد، إن الانتخابات النصفية الأمريكية ينظر إليها في لندن على أنها أكثر من مجرد انتخابات، بل قد تكون مؤشراً حاسماً على اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف بوند، مدير السياسة الخارجية في مركز الإصلاح الأوربي، وهو منظمة بحثية مقرها لندن: “إذا كان الجمهوريون يقومون بعمل جيد، فإن أوربا ستعتقد أن ترامب ليس مجرد مرحلة عابرة، سيبدأ الناس بالتفكير بأن هناك تغيير في السياسة الأمريكية ورؤية واشنطن للعالم الخارجي، وعلينا التكيف مع حقيقة أن أمريكا قد لا تكون في موقف أو تكون مستعدة لمساعدة أوربا”.
ولكن حتى لو استعاد الديمقراطيون مجلس النواب، فقد لا يتمكنوا من تقييد ترامب بقدر ما قد يأمل كثير من الأوروبيين، وفقاً لبوند، لأن الرئاسة الأمريكية لديها الكثير من الحرية عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية.
المنافسة بين الحزبين على كامل مقاعد مجلس النواب بأكثر من 400 مقعد ونحو ثلث مجلس الشيوخ البالغ عدد مقاعده 100، و36 حاكم ولاية وعدة مقاعد تشريعية في الولايات، لن تكون سهلة بطبيعة الحال لكن كذلك لا يمكن التنبؤ بنتائجها أيضاً مهما توفر من دلالات ومؤشرات، فالدرس كان قاسياً في انتخابات الرئاسة الأخيرة.
الانتخابات التي تجري يوم الثلاثاء ، 6 تشرين الثاني، هي أول انتخابات نصفية في ظل الرئيس دونالد ترامب، والرهانات لكلا الطرفين عالية بشكل يكاد لا يصدق. هناك قاعدة ديمقراطية مندفعة تهدد سيطرة الجمهوريين على الحكومة الفيدرالية.