مراسلون
أعلنت فعالياتٌ أهليةٌ في الجولان، الأربعاء، إضراباً عاماً، وذلك احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية بحقهم، وانتخابات مجالس الإدارة المحلية التي تجريها إسرائيل في المناطق الخاضعة لسيطرتها بما فيها الجولان.
وأكدت مصادر إعلامية أن الآلاف من أهالي بلدة مجدل شمس اعتصموا في ساحة البلدة رفضاً للانتخابات، وتأكيداً على تمسكهم بالهوية السورية، مشيرةً إلى أن إسرائيل فضت الاعتصام بالقوة باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ما أدى لوقوع عدد من الإصابات بعضهم في حالة حرجة.
ونظمت فعاليات شبابية العديد من المظاهرات في عين قنية، وبقعاثا، ومجدل شمس أمام صناديق الاقتراع، معلنةً رفضها للانتخابات ومقاطعتها، معتبرةً أنها تحاول تفكيك التماسك الداخلي لأهالي الجولان وطمس هويتهم.
وقال الدكتور علي أبو عواد، وهو ناشط من الجولان، لحلب اليوم، إن “الاحتلال الإسرائيلي حاول استغلال حالة الإرباك في الجولان بين موالين لنظام الأسد ومعارضين له لتمرير مشاريعه، المتمثلة بإسقاط الجولان سكاناً، تمهيداً لإسقاطه كقضية أرض، وذلك لكسب اعترافٍ دوليٍّ بضم كامل الجولان”.
وأضاف: “أن المجالس المحلية هي مجالس معينة من قبل الاحتلال وتخضع لنظمه، ومن هنا جاء رفض لهذه المجالس من قبل الأهالي”، مشيراً إلى أن المدنيين تعاملوا مع رؤساء المجالس المحلية العملاء للاحتلال كسلطة أمرٍ واقع، وفق تعبيره.
واعتبر أبو عواد أن: “الاحتلال أراد أن يخطو خطوةً متقدمةً عن طريق فرض انتخابات لتلك المجالس على المدنيين، مشترطاً على رؤسائها حمل الجنسية الإسرائيلية”، لافتاً إلى أن الاحتلال لم يكن يتوقع هذا التصدي من قبل الأهالي للمشروع نتيجة حالة التشرذم.
وأضاف “أن الأهالي بشقيهم موالين ومعارضين سعوا للقاءٍ على أرضية مشروعٍ مشتركٍ يقوم على تقديس المقدس الأرض والشعب والوطن، وطرح مسألة النظام ولافتات النظام جانباً، وذلك نتيجة الخطر الذي أحس به الجميع، مؤكداً على أن ما حصل، في الثلاثين من الشهر الجاري، كان مشرفاً، والشعارات التي رفعت وطنية تخلو من التمجيد لأي سلطة.
وأشار إلى أن إسرائيل استقدمت قواتٍ كبيرةٍ لخلق حالة رعبٍ بين المحتجين الرافضين للانتخاب، إلا أن المحتجين أصروا على موقفهم ما اضطر عدداً من المرشحين حتى ممن يحملون الجنسية للتراجع وسحب ترشيحهم، مؤكداً على أنه يحظر غدا لاجتماعٍ عام لاتخاذ الإجراءات المناسبة”.
وأوضح أن حركة الرفض ابتدأت من حراك شبابي كانت إسرائيل تراهن على أنه لا يحمل أي مشروعٍ وطنيٍّ بعد هذه العقود، وبعد واقع النزف في الوطن بينما الذين يسعون (للأسرلة) مازالوا حالة متهافتة على هامش المجتمع، لا تملك أية مؤهلاتٍ أو حتى سمعة طيبة في مجتمعها على كل صعيد، حسب تعبيره .
يذكر أن قرار رفض الانتخابات جاء بعد اجتماع مع مقام اليعفوري الديني للقرى الأربعة، بتاريخ 14/9/2018، وتم على إثره إبلاغ رئيس مكتب الداخلية الإسرائيلية برفض الانتخابات، وتبع ذلك بياناتٍ من فعالياتٍ اجتماعية ودينيةٍ من كافة القرى مؤيدة للاجتماع.