يعاني الأهالي في مختلف مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة قوات الإدارة الذاتية، من سوء جودة الخبز الذي تنتجه الأفران الرئيسية، وخاصة الأفران في مدينة الحسكة، وفق ما أفاد مراسل حلب اليوم.
وقال مراسلنا “يبدو الخبز كعجينة غير ناضجة، وتتخلله الكثير من مادة النخالة والشوائب رغم أنّ منطقة الجزيرة تعد سلة سوريا الغذائية وخاصة القمح الذي يزرع بمساحات واسعة في مختلف مدن الجزيرة”.
وأضاف المراسل “على الرغم من وفرة القمح فإن أهالي مدينة الحسكة يعانون من سوء جودة مادة الخبز الذي تنتجه الأفران التابعة للإدارة الذاتية والأفران الخاصة التي تقوم الإدارة بتوزيع الطحين عليهم، علاوةً عن التلاعب بالأوزان، وخلط الطحين بمادة النخالة، والاستخدام القليل لمادة الخميرة، التي تعتبر عنصراً أساسياً في جودة أو سوء مادة الخبز، في ظل الغياب شبه التام لجانب الرقابة والمحاسبة التابعة لمديرة الاقتصاد في المدينة”.
وقالت سميرة الحاج من سكان حي (الحارة العسكرية) لمراسل حلب اليوم: “الخبز عبارة عن عجين، وهو يوزع على المعتمدين المرتبطين بمجالس الأحياء التي توزعه علينا بعد ساعات من جلب الخبز من الأفران التابعة للإدارة”.
وتابعت سميرة: “لا نستطيع شراء الخبز السياحي الذي يحتوي على 8 أرغفة فقط ب 200 ليرة، رغم جودته العالية، بسبب سوء وضعنا المادي، حيث نحتاج 4 ربطات يومياً”.
في حين قال مواطن آخر من حي (تل حجر) لمراسل حلب اليوم: أغلب الأفران تتعاقد مع معتمدين يقومون بتسجيل أسماء المواطنين في الأحياء والمجالس المحلية مقابل الحصول على 25 ليرة إضافية عن كل ربطة خبز مؤلفة من 16 رغيفاً بـ 125 ليرة سورية، بعد قرارات منع توزيع الخبز على الأهالي مباشرة من مختلف الأفران”.
وتابع: “يبقى الخبز في الأكياس لأكثر من ساعتين أو ثلاث حتى يقوم المعتمد بتوزيعها علينا، وبالتالي يتحول هذه الخبز إلى عجين علاوةً عن سوء المواد الداخلة في الخبز، حيث يقوم المسؤولون عن الأفران بخلط الطحين مع مادة النخالة، ولا يضعون إلا كميات قليلة جداً من مادة الخميرة رغم توفر جميع هذه المواد وبكثرة، لا نعلم لماذا كل هذا، وماهي الأسباب رغم أننا نقوم بتوزيع القمح على مختلف المحافظات السورية وكنا نصدره بكميات كبيرة لعدد من دول العالم”.
من جانبه قال مواطن يسمي نفسه (أسعد الشرابي) لمراسل حلب اليوم: “عانينا كثيراً في السابق من قلة مادة الخبز نتيجة المشاكل والأوضاع السيئة التي كنا نمر بها خلال فترات سابقة، ولكن الآن الأمور كلها جيدة وكل المواد متوفرة من مازوت وطحين ومياه وكهرباء وغيرها، ورغم ذلك لا يحصل الأهالي على شي يذكر من مختلف تلك الخدمات”.
وأضاف: “أحياناً أبقى عدة ساعات لأحصل على ربطتي خبز من فرن تل حجر الرئيسي ونتعرض للإهانات والكلام والمنع من الحصول على الخبز إلا عن طريق المعتمدين، لا أعرف لماذا كل هذا، لماذا لا يتركون ويسمحون للأهالي بشراء الخبز من الأفران مباشرةً وبدون تدخل المعتمدين”.
يشار إلى أن “الإدارة الذاتية” افتتحت سبعة مراكز لشراء القمح من الفلاحين بمحافظة الحسكة، وهي صومعة الدرباسية والسفح وسيباط وكبكة والقحطانية والرميلان والمالكية، وفق ما أفادت تقارير إعلامية.
يذكر أن “إنتاج محافظة الحسكة من القمح بلغ في العام 2016 نحو 342 ألف طن، وتراجع في العام 2017 إلى نحو 184 ألف طن فقط.