وجود هيئة تحرير الشام في الشمال السوري ما يزال عقدة المنشار أمام اتفاق سوتشي حول إدلب، وفي الوقت الذي يواصل فيه نظام الأسد، البحث عن مدخل لنقض ما توصلت إليه تركيا وروسيا، لا يبدو أن هيئة تحرير تعير كل ذلك أدنى اهتمام، وفقاً لنشطاء، أكدوا استمرار انتهاكات الهيئة بحق المدنيين.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقرير لها إن هيئة تحرير الشام صعدت انتهاكاتها، حيث وثقت في تقريرها استشهاد خمسة مدنيين بينهم طفلتان منذ مطلع أيلول الماضي وحتى منتصف الشهر الجاري إثر عمليات اقتحام تحرير الشام كفر حلب وميزناز بريف حلب وعين لاروز في ريف إدلب مستخدمةً أسلحة ثقيلة بالإضافة لإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على المدنيين.
تقرير الشبكة وثق اقتحام تحرير الشام لعدة قرى وبلدات في الشمال السوري واحتجازها لعشرات الأشخاص بما في ذلك ناشطون وعمال إغاثة وخطباء مساجد.
رمز الثورة السورية وعلمها لم يسلم أيضاً من انتهاكات هيئة تحرير الشام التي داهمت بلدة باتبو غربي حلب وأنزلت أعلام الثورة والدفاع المدني التي نصبت في مظاهرة الجمعة الماضية.
وبينما ينتظر الجميع تحول الهدوء الحذر في الشمال إلى دائم، عل ملايين المدنيين ينعمون بشيء من الأمان، يبدو أن لهيئة تحرير الشام أولويات أخرى، يقول صحفيون، إن آخرها، حياة المدنيين أو موتهم.