يبدو أن صمت المَدافع لا يعني انتهاء الحرب في سوريا، حيث تتشكل ملامح لصراعات جديدة على الأرض أبرز أبطالها حليفتا نظام الأسد الأساسيتان روسيا وإيران.
على غرار الفيلق الخامس الذي شكلته في درعا، تسعى روسيا التي كانت راعية لاتفاقات التسوية، لتشكيل قوة عسكرية جديدة في ريف حمص، تتبع للنظام لكن بضمانات روسية، وتُعطى فيها الأولوية للمنشقين عن صفوف النظام، ثم لحاملي الشهادة الثانوية.
المبالغُ المالية المخصصة للمتطوعين، وإسقاطُ الخدمة الإلزامية والاحتياطية عنهم في قوات الأسد، دفعتا أكثر من ألفي شاب لتقديم طلبات للالتحاق بمركز التجنيد الذي افتتحته روسيا في مدينة تلبيسة، والذي أعلن عن حاجته إلى ألف متطوع فقط.
مصدر خاص لحلب اليوم قال إن الشرطة الروسية أعطت المتطوعين في التشكيل الجديد، أسلحة فردية فقط، فيما ستمنحهم راتباً شهرياً يقدر بنحو ثلاثمئة وخمسين دولاراً، إلا أن الموضوع لا يزال قيد الدراسة من قبل النظام، الذي سيسدد الرواتبَ من خزينته.
التصرفات الروسية لا تبدو مرضية لحليفة النظام الأخرى إيران، التي تسعى جاهدة أيضاً لإقامة كيان لها في سوريا عن طريق عمليات التشييع واستقطاب الشبان للانضمام في صفوفها، مانحة إياهم امتيازات كثيرة كالرواتب المرتفعة والإعفاء من الخدمة في صفوف النظام وإسقاط كافة التهم الموجهة إليهم من قبل النظام.
وعلى ما يرى محللون، فإن التدخل الإيراني والروسي لم يقتصر فقط على محاولة إخماد الثورة، بل تعدى ذلك إلى جعل أبنائها العاقّين، وقوداً لحرب الأسد على من تبقى من الثوار، ولبنةً لترميم جيشه المنهار.