رغم ظهور بعض ملابسات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، إلا أن التفاصيل زادت العجب، بدل إزالته، فبعد اعتراف السعودية بوفاته بمشاجرة داخل القنصلية، وليس بمقتله، أخذت القضية وتداعياتها مجدداً صدارة الأخبار العربية والعالمية.
مع أول رد فعل سعودي، أقال الملك سلمان، مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني ونائب رئيس جهاز المخابرات أحمد العسيري، وشكل لجنة برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة رئاسة المخابرات العامة، فيما عبرت المملكة عن بالغ أسفها، والتزامها بإبراز الحقيقة ومحاسبة المتورطين، وذلك مع إعلان التحقيق مع ثمانية عشر موقوفاً على ذمة القضية.
الرواية الرسمية السعودية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يثق بالرواية الرسمية السعودية، حتى أنه لم يتحرج من إبداء رغبته في عدم تأثر صفقات الأسلحة الكبيرة المبرمة مع الرياض في أي عقوبات قد تفرض عليها. وهو التصريح الذي خالفه فيه أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي مشككين بالرواية السعودية للحادثة، فيما وصف السيناتور كريس هولن البيان السعودي بأنه تستر على الحادثة.
مسؤولون أتراك أكدوا وفق رويترز، تمشيط الشرطة التركية أحراشاً في محيط اسطنبول وقرب بحر مرمرة، بعد تتبع مسارات السيارات التي غادرت القنصلية، بحثاُ عن جثة خاشقجي التي قيل إنها سُلّمت لمتعاون محلي من قبل سائق القنصلية، في حين جمع المحققون عينات من مبنى القنصلية ومنزل القنصل لتحليلها بحثاَ عن الحمض النووي، وفُتح تحقيق مع موظفين بينهم محاسبون وفنيون.
ومع الانزعاج الجديد الذي أبداه أمين الأمم المتحدة جوتيريش، ومطالبه كما غيره في محاسبة الجناة، تبقى خطيبة خاشقجي التركية خديجة، منتظرة على باب القنصلية، ليس جمال أو جثته، بل الحقيقة ومحاسبة قاتليه.