الحرية فقط كانت نصب عيني مشعل تمو، الذي لم تثنيه أقبية سجون النظام، وفور خروجه من المعتقل، أعلن وقوفه مع سورية الحرة والشباب الثائر.
رسائل عديدة كان يرسلها مشعل إلى الشارع السوري المتظاهر ضد الأسد، تؤكد على التآخي المجتمعي والوحدة الوطنية والتعددية، معتبراً إياها ركائز أساسية لبناء سوريا جديدة حرة خالية من فكر البعث، إلى جانب تأكيده المطلق على خياري الحرية والديمقراطية كهدفين أساسين للثورة السورية.
نظام الأسد أدرك مبكراً أن الشعب السوري بكل أطيافه قد انحاز إلى الحرية من أجل إعادة كرامته وحريته المسلوبة وبناء سوريا ديمقراطية تعددية، فانتقل من الاعتقالات والاطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين إلى الاغتيالات السياسية.
محاولة أولى لاغتيال مشعل باءت بالفشل، فكبت خوفه، واستمر في المشاركة بالمظاهرات لمدة شهر كامل. ظهر علناً في النهار بين المتظاهرين، يلقي الخطب لإثارة حماسهم، ويتخفى ليلاً في بيوت مختلفة، إلى أن تم اغتياله.
وثائق مسربة تؤكد تكليف النظام لأحد ضباطه مخابراته بمهمة اغتيال مشعل، إلا أن الوقائع والروايات التي سردها من كانوا مع مشعل في آخر ساعاته تشير إلى ضلوع أشخاص مقربين من حزب الاتحاد الديمقراطي بي يى دي في الاغتيال، ذلك الحزب الذي تسلم مهمة قمع الحراك السلمي ضد النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية على حد وصفهم.
مشعل الثورة ما يزال متقداً في وجدان الثورة السورية، كأحد رموز مدنيّة الثورة وسلميتها، التي وجدها فرصة لبناء سورية حرة تعددية تداولية لكل السوريين خالية من فكر الفئة الواحدة كما يقول.