توتر وغمزٌ من باب التهديد، يسود العلاقات الإسرائيلية الروسية، منذ تحميل موسكو تل أبيب مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية في سماء سوريا، وما تبعها من تسليم منظومة إس ثلاثمئة الصاروخية لقوات النظام.
وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، شكك من قدرة الصواريخ الروسية S300، في مواجهة طائرات F35 لدى سلاح الجو الإسرائيلي، وهو ما أثار حفيظة سيناتور وعضو لجنة الدفاع والأمن في الغرفة العليا للبرلمان الروسي، فرانتز كلينتسيفيتش، الذي اعتبر أن إسرائيل تلعب بالنار، وأكد أن التشكيك لا يدحضه إلا الممارسة العملية غير المرجوة، على حد وصفه.
لكن الأمور لا يظهر أنها ستبقى على ما هي عليه طويلاً، خاصة مع اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتباحث في مسألة تنسيق التزاماتهما في سوريا، وتجديدِ نتنياهو تأكيدَه على أن إسرائيل ستعمل دوماً على منع إيران من ترسيخ وجودها عسكرياً في سوريا، ونقل الأسلحة الفتاكة إلى حزب الله في لبنان.
ويعتبر مراقبون أن هذا التنسيق لن يكمل فرحة قوات النظام بتسلم صواريخ S300، إذ لن تتمكن من استخدامها في وجه الضربات الإسرائيلية، التي ستستمر في استهداف المواقع الإيرانية في سوريا.
وفي هذه الأثناء تسربت أنباء عن انسحاب الميليشيات الإيرانية كافة من مدينة الميادين وبلدة محكان بريف دير الزور الشرقي، لتتمركز قوات من الجيش الروسي بعتاد متطور مكانها، وهذا التكتيك الجديد، بحسب ما فسره محللون، هو محاولة روسية للملمة الانتشار الإيراني في سوريا، وعدمِ إعطاء الجيش الإسرائيلي المبررات لتوجيه ضربات جديدة، بعد وصول المنظومة الصاروخية الروسية.
التفاهم الروسي الإسرائيلي يبدو أن إيران ستكون كبش الفداء لتحقيقه، فيما يبقى نظام الأسد متفرجاً لا حول له ولا قوة في هذه المعادلات، وفق ما تثبته الوقائع.