عمق المنطقة العازلة، ربما يكون القشة التي ستقصم ظهر اتفاق سوتشي بشأن إدلب، بعد ما اتضح للفصائل المعارضة أنها ستكون على حساب مناطقهم.
جيش العزة، أول فصائل الجيش الحر كشف عن رفضه للاتفاق وطالب بأن تشمل المنطقة المنزوعة السلاح، مناصفة، مناطق تحت سيطرة قوات النظام. كما أعلن رفضه تسيير دوريات روسية في المناطق الخاضعة للفصائل، وسط تضارب الأنباء عن بدء فيلق الشام الانسحاب من بعض مواقعه في ريفي حلب الغربي والجنوبي.
الصورة في المنطقة غير واضحة أيضاً بشأن سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، فقد أكد شرعي فيلق الشام، عمر حذيفة، إن الاتفاق لم يرد فيه أي نص يدل على ترك الفصائل نقاط رباطها على خطوط التماس أو التراجع عنها أو ترك التحصينات. على حد قوله، الذي أكد تضمن الاتفاق حق الاحتفاظ بالسلاح متوسط ومضادات للدروع ونحوها، لرد أي عدوان.
فيما قالت صفحة شبكة أخبار حماة الموالية للنظام على موقع الفيسبوك، إن تركيا تنسق مع روسيا من أجل مراحل نزع السلاح من كل إدلب، وهو ما يتفق مع تصريحات للنظام وروسيا وتأكيدهما على أن الاتفاق ينص على تسليم كافة الفصائل الموجودة في المنطقة العازلة سلاحها الثقيل بحلول العاشر من تشرين الأول.
إشارات أخرى إلى احتمال تداعي الاتفاق، أوردها رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أحمد رمضان، إذ نوه إلى مؤشرات لمحاولة روسية الانقلاب على اتفاق إدلب، والعودة إلى لغة التصعيد والتهديد، على حد تعبيره.
التخوفات هذه تتعزز مع تجدد قصف قوات النظام ريفي حماة وإدلب، إضافة إلى ريف اللاذقية الشمالي، في انتظار ما سيتمخض عنه لقاء قريب بين المخابرات التركية والروسية.