بالتزامن مع تهديدات النظام وروسيا بشن هجمات عسكرية على الشمال السوري المحرر، بذريعة وجود هيئة تحرير الشام فيها، ومع رفض الهيئة حل نفسها لتجنيب المنطقة مخاطر محدقة بها، تطفو على السطح من جديد انتهاكات للهيئة في المنطقة.
عناصر ملثمون يتبعون للهيئة اختطفوا إمامي وخطيبي جامعي الفاروق والسنّة في أطمة بإدلب، وبعد ساعات من الاعتقال أفرجوا عن إمام جامع السنة وعلى جسمه آثار التعذيب، فيما لا يزال إمام جامع الفاروق معتقلاً.
التصرف الذي وصفها ناشطون بالأرعن، ليس الأول من نوعه، حيث سبق للهيئة اعتقال العديد من الأئمة والخطباء والتضييق عليهم وتهديد بعضهم، بل ولاحقت بعضهم واغتالت العشرات منهم بالعبوات الناسفة وغيرها، بحسب مطّلعين.
ظاهرة ملاحقة الهيئة لأئمة المساجد والخطباء، ازدادت في الآونة الأخيرة، غير أن قضية اعتقال الأئمة في أطمة، جاءت على خلفية اعتراض عدد من الأئمة والخطباء ولجان المساجد، على آلية عمل لجنة الأوقاف في ما تسمى بحكومة الإنقاذ، حيث قامت الأوقاف بمضايقة عدد منهم، وتنصيب أئمة وخطباء تابعين لها بالقوة.
أما السبب المباشر لاختطافهم فقد جاء على خلفية الطلب من الأئمة والخطباء، جمعَ تبرعات للهيئة في المساجد، وحثَّ المصلين على التظاهر ورفعِ أعلامها، والدعاءَ لها على المنابر، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الأهالي واللجان.
الأحداث الأخيرة تزامنت مع مظاهرات حاشدة شهدها الشمال السوري، بدا فيها الزخم الثوري واضحاً في التأكيد على ثوابت الثورة السورية وأعلامها وشعاراتها، فيما تزامن جمع الهيئة للأموال مع إقدام قادة في صفوفها، على بيع منشآت عامة وخاصة، بحسب نشطاء محليين، في ظل التضييق الذي بات مفروضاً عليها.