في خطوة تؤكد حرص كل من سوريا وروسيا على إعادة بناء العلاقات السياسية، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بكل من وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في العاصمة الروسية موسكو.
ولا تأتي هذه الزيارة منعزلة، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من التنسيق العسكري والسياسي بين البلدين، فقد سبق أن زار العاصمة موسكو وفد عسكري سوري رفيع المستوى برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق أول علي النعسان، في مطلع شهر تشرين الأول الماضي، حيث تم بحث تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع.
تفاصيل اللقاء والمحاور الأساسية
جاء اللقاء، الذي عقد أمس الثلاثاء، ونقلت تفاصيله وكالة الأنباء السورية “سانا”، ليعالج محورين رئيسيين: تعزيز الشراكة العسكرية والتقنية إلى مستويات أكثر تقدمًا، واستكشاف سبل توسيع التعاون الاقتصادي ودعم مشاريع إعادة الإعمار في سوريا.
وقد ركز الحوار بين الجانبين على عدد من القضايا الحيوية التي تُشكل أولوية للعلاقة الثنائية، حيث ناقش الطرفان سبل تطوير الشراكة العسكرية، مع التركيز على تحديث العتاد العسكري السوري، ونقل الخبرات الفنية والتقنية، والتعاون في مجالات البحث والتطوير، ويأتي هذا السعي لتعزيز القدرات الدفاعية للجيش السوري في ظل التطورات الحديثة بالصناعات العسكرية العالمية.
تعاون اقتصادي
سلط اللقاء الضوء على آفاق توسيع الشراكة في المجالات الاقتصادية والتجارية، وتضمن ذلك مناقشة دعم مشاريع إعادة إعمار سوريا، وتطوير قطاعات البنية التحتية، وتشجيع الاستثمارات الروسية في الأراضي السورية.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الاقتصاد والصناعة السورية عن إجراء مباحثات عبر تقنية (الزوم) بين نائب الوزير السوري ماهر خليل الحسن، ونائب وزير الزراعة الروسي مكسيم ماركوفيتش حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال التعاقد على توريد القمح الروسي إلى سوريا.
وقال الحسن إن الجهات المختصة في وزارة الاقتصاد والصناعة تدرس العروض المقدمة من الشركات الروسية المتخصصة بتوريد القمح، وبما يحقق أفضل الشروط الفنية والاقتصادية، ويسهم في دعم الأمن الغذائي في سوريا.
من جانبه، أكد بوتين على “الدعم الثابت لروسيا لسوريا”، مسلطًا الضوء على “أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها الكاملة، ورفض أي مشاريع تقسيمية”. كما جدد موقف موسكو “الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية”، واصفًا إياها بـ”التهديد المباشر للاستقرار والأمن في المنطقة”.
ويشكل الاجتماع محطة جديدة نحو إعادة بناء العلاقة بشكل ندي بين دمشق وموسكو، مع إلغاء حالة التبعية التي كرسها النظام البائد، وفق ما تؤكده الخارجية السورية.





