عُرض الفيلم الوثائقي “ردع العدوان” على نطاق واسع يوم أمس الأحد 21 كانون الثاني 2025، حيث شهدت دار الأوبرا في دمشق ومدرج مديرية الشؤون السياسية في ريف دمشق، بالإضافة إلى جامعة حلب، عرضاً خاصاً وجماهيرياً حضرته قيادات رسمية وشخصيات عامة ونخب ثقافية ودينية وحشد شعبي كبير.
وقد صُمم هذا العرض الموسع ليواكب احتفالات “عيد التحرير”، لترسيخ ذكرى المعركة التي انتهت قبل عام بالسيطرة على دمشق في 8 كانون الأول 2024.
الهدف والمحتوى
يُعد الفيلم الذي أنتجته المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي واستمر عرضه لأكثر من ساعتين، وثيقة تاريخية تهدف إلى توثيق الرواية الرسمية لمعركة “ردع العدوان” التي شكلت محطة تحول مفصلية أدت إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد، ويتميز العمل باعتماده على شهادات حية غير مسبوقة لصانعي القرار والقادة الميدانيين، يكشف من خلالها للمرة الأولى كواليس التخطيط واللحظات الحاسمة التي سبقت المعركة.
ويروي الفيلم تفاصيل حصرية من داخل غرف العمليات، حيث يصف وزير الدفاع قرار خوض المعركة بأنه “أصعب قرار”، كما يكشف عن لحظات مفصلة، مثل اللحظة التي أعطى فيها الرئيس أحمد الشرع الأمر بدخول حلب، موصياً القوات بالرفق بأهل المدينة، ويُبرز التنسيق بين الجوانب العسكرية والسياسية، حيث يروي وزير الخارجية أن التوقيت الدقيق لإصدار البيان السياسي جاء بناءً على أمر من الرئيس الشرع قائلاً له: “الآن الوقت المناسب”.
وكان من اللافت ظهور سبورة بيضاء كتب عليها الرئيس الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني نقاطا إستراتيجية تحدد ملامح المرحلة المقبلة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وتمثل تلك النقاط الرؤية السياسية والخطاب الموجه للسوريين وللعالم، حول كون النظام مصدر قلق واضطرابات وفقدانه لأهليته السياسية.
ردود الفعل الرسمية والتقييم
في كلمته بعد العرض في ريف دمشق، أكد المحافظ عامر الشيخ أن الفيلم “يوثق للتاريخ ويمنع أي محاولة للتزوير”، مجسداً مشاهد الشجاعة والإقدام، ودعا جميع السوريين لمشاهدته.
كما جرى في ختام الفعالية تكريم عدد من الشخصيات التي شاركت في العملية. من جهته، وصف وزير الإعلام حمزة المصطفى الفيلم بأنه يرسخ “سردية ملحمة عسكرية استثنائية رويت بلسان صانعيها”، معتبراً إياه علامة فارقة وبصمة احترافية في العمل الإعلامي والوثائقي السوري.
ويقدم العمل مزيجاً من المشاهد الوثائقية الحقيقية واللقطات التمثيلية لإعادة بناء الأجواء، في محاولة لجمع البعدين الفني والتاريخي، وقد أشاد مسؤولون بأنه “وثيقة وطنية تاريخية وسينمائية” توثق بأمانة إحدى أهم الوقائع في تاريخ سوريا الحديث، وتخلد تضحيات السوريين.






