على أنغام وترانيم كردية، يبدأ المزارع أبو حنان يومه في مسقط رأسه عفرين، وكما هي العادة، الشاي أولاً تحت ظلال الأشجار وعلى أغصانها.
كرم الرمان هذا الذي ورثه أبو حنان عن أبيه وجده، هو حياته اليومية ومصدر رزقه ولقمة عيش أطفاله، بيد أن الموسم الحالي، لم يكن كما تمناه أبو حنان، ومن ينتظره خلف الأبواب.
من الرمان إلى الزيتون وجميع الأشجار المثمرة، تلقي مشكلة أبو حنان ذاتها ظلالها على أبو عبدو وغيره من المزارعين في منطقة عفرين، ليضطر هذا الكهل إلى العودة للأساليب البدائية، بعد ضعف الإمكانيات التي تواجهها الزراعة في المنطقة، كنقص المحروقات والمبيدات الحشرية والأدوية، وقلّه الاهتمام والرعاية.
رئة الشمال السوري كما تسمى، آلاف الهكتارات من المساحات الخضراء في عفرين وحدها تواجه أعتى الصعوبات، لا سيما انتشار الألغام الأرضية ومخلفات الحروب في مساحاتها الحراجية، بانتظار أن تجني عملية غصن الزيتون ثمارها.