حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، من أن قوات قسد تستمد جرأتها من دعم إسرائيل، معتبراً أن جنوب سوريا بات يشكل “أكبر منطقة خطر” على بلاده بسبب هذا التدخل.
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “تي في نت” المحلية، مساء أمس السبت، حيث أشار فيدان إلى أن الخطر في جنوب سوريا لا يكمن في حجم التهديدات فحسب، بل في تحول إسرائيل إلى طرف متدخل، مما يخلق بيئة غير مستقرة.
وقال الوزير التركي إن “قسد” لم تتحرك يوماً مع المعارضة السورية ضد نظام الأسد، مما يضعف شرعيتها في المشهد السياسي، مضيفا أن عملية إلقاء سلاح تنظيم “بي كي كي” تسير بشفافية عالية وجيداً جداً من الجانب التركي، دون سماع أي نوايا معاكسة من التنظيم.
اتفاق 10 آذارج
لفت فيدان إلى أن المشكلة في المناطق التي تسيطر عليها “قسد” يجب حلها في إطار تفاهم 10 آذار/مارس 2025 الموقع مع دمشق لدمج المؤسسات التابعة لقسد بالدولة، لكنها تماطل في التنفيذ.
واستعرض الوزير التركي التطورات منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، مشيراً إلى أن رفع عقوبات “قانون قيصر” الأمريكية عن سوريا قبل ثلاثة أيام فقط، هو خطوة مهمة لتمهيد الطريق للاستثمارات الدولية والإقليمية في سوريا “رويداً رويدا”، لكن حجم الدمار الهائل لا يزال التحدي الأكبر.
وأشار إلى ضرورة توفير بنية تحتية لتمكين عودة اللاجئين السوريين وتأمين حياتهم، مؤكدا على الأهمية الاستراتيجية لسوريا بالنسبة لتركيا، واصفاً إياها بأنها امتداد جغرافي طبيعي، وأعرب عن أمله في تحقيق الإمكانات الهائلة في مجالات التجارة والنقل والربط بين البلدين، مشترطاً لذلك استقرار التوازنات الداخلية في سوريا أولاً.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، قد قال يوم الجمعة الفائت، إن “بعض الدول” تقوم بتشجيع “قسد” على تجنب الاندماج ونزع السلاح من خلال أفعالها وتصريحاتها، وذلك عقب تصريح سابق من فيدان قال فيه إن “قسد ستتوصل إلى تفاهم مع الحكومة السورية بشأن الاندماج في اليوم الذي ستصل فيه إسرائيل إلى أرضية مشتركة مع سوريا، فهناك علاقة أو تناسب، بين تحركات إسرائيل في سوريا وعدم رغبة قسد الصريحة في الاندماج بالجيش السوري، ويجب الاعتراف بأن هذا ليس قراراً اتخذته قسد بمفردها”.
من جانبه شدد أكتورك على أن أي خيار آخر لـ “قسد” غير الاندماج في الجيش السوري “لن يُجدي نفعاً” ووصف محاولات كسب الوقت بأنها “عبثية”، ووضعت أنقرة شرطاً محدداً للاندماج، وهو أن يتم بشكل فردي وليس كوحدة عسكرية متماسكة.






