تنطلق في العاصمة القطرية، يوم السبت المقبل، فعاليات منتدى يحتضن محطة جديدة في مسار الدبلوماسية السورية النشطة، حيث يحل الرئيس السوري أحمد الشرع ضيفاً رئيسياً، للمشاركة في سلسلة جلسات وحوارات رفيعة المستوى تركز على تقييم المرحلة الانتقالية واستشراف مستقبل سوريا بعد عام من التغيير.
تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقودها دمشق لإعادة ربط علاقاتها وتعزيز حضورها على الساحة الإقليمية والدولية، بعد اجتماعات سابقة عُقدت على هامش قمم إقليمية، ويشارك في الفعاليات وفد سوري رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين.
جلسات محورية بحضور دولي
يتضمن جدول أعمال الزيارة، الذي يمتد ليومين، عدة جلسات حوارية وعلمية يشارك فيها الوفد السوري إلى جانب شخصيات دولية بارزة:
· جلسة خاصة مع الرئيس الشرع: ستُجرى المقابلة الرئيسية للرئيس أحمد الشرع على هامش المنتدى، حيث ستقوم بها كريستيان أمانبور، كبيرة المراسلين الدوليين في شبكة CNN العالمية، ومن المتوقع أن تتناول الجلسة أبرز المحطات والتحديات في السنة الأولى من المرحلة الانتقالية، ورؤية الرئيس للمستقبل.
· تقييم عام كامل من التحول: يشارك وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني في جلسة بعنوان “سوريا الجديدة بعد عام واحد: تقييم التقدم والفرص والتحديات”، وستكون هذه الجلسة مميزة بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، مما يوفر منصة للحوار المباشر بين المسؤولين السوري والأمريكي حول ملفات التعاون الثنائي والإقليمي، وسيدير الحوار تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن.
· استشراف تطلعات المجتمع: تشارك وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات في جلسة تناقش “تطلعات السوريين نحو المستقبل: استشراف واقع ما بعد الصراع”.
كما ستضم الجلسة نخبة من الخبراء، منهم:
· الدكتور مايكل روبنز: المدير والمحقق الرئيسي المشارك في “الباروميتر العربي”، الذي يقدم دراسات استقصائية معمقة حول الرأي العام في العالم العربي.
· أنس سليم: رئيس هيئة التخطيط والإحصاء في سوريا.
· تدير الجلسة: الصحفية اليمنية-البريطانية نوال المغافي، وهي مراسلة دولية في برنامج BBC Newsnight ومخرجة وثائقية حائزة على جوائز إيمي، وتتمتع بخبرة واسعة في تغطية الصراعات وقضايا الشرق الأوسط.
سياق دبلوماسي متطور
تندرج هذه الزيارة ضمن حركة دبلوماسية سورية نشطة تسعى لتعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار، وقد سبق أن التقى الشرع بعدد من القادة على هامش الفعاليات الإقليمية، حيث ناقش مع الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في سبتمبر الماضي سبل “تطوير العلاقات بين البلدين” والتعاون في ملفي الحدود البحرية وعودة النازحين السوريين.
كما تأتي المحادثات المقررة بين الشيباني وباراك في الدوحة استمراراً للحوار الثنائي الذي يجري بين البلدين، والذي تناول في اجتماعات سابقة آفاق التعاون المشترك، ويُعتبر تزامن هذه الزيارة مع تصريحات داعمة من واشنطن لمسار سوريا الجديد مؤشراً إيجابياً على تطور هذه العلاقة.
ومن خلال هذه المشاركة الواسعة في منتدى الدوحة، تؤكد القيادة السورية على رغبتها في الانخراط الفاعل مع المجتمع الدولي، وعرض رؤيتها للإصلاح وإعادة الإعمار، كما تبرز الجلسات المختلطة، وخاصة تلك التي تضم مسؤولين سوريين وأمريكيين، أهمية القنوات الحوارية متعددة المسارات في معالجة ملفات معقدة مثل التعافي الاقتصادي والاستقرار الإقليمي.
يُنتظر أن تساهم مخرجات هذا المنتدى في تشكيل صورة أوضح عن التحديات العملية التي تواجه سوريا، والفرص المتاحة للشراكة الدولية لدعم مسارها الجديد نحو الاستقرار والتنمية.






