تحت رعاية وزارتي الأوقاف والثقافة، انطلقت صباح أمس الثلاثاء في معهد دار التراث العلمي العربي بجامعة حلب، فعاليات المؤتمر الدولي لإحياء المكتبة الوقفية، الذي يحمل عنوان “إحياء المكتبة الوقفية بحلب – تأهيل التاريخ لصناعة المستقبل”.
وشهد حفل الافتتاح حضوراً رسمياً وأكاديمياً رفيع المستوى، حيث شارك كل من وزير الأوقاف، الشيخ محمد أبو الخير شكري، ووزير الثقافة، الدكتور محمد ياسين صالح، ونائب محافظ حلب، فواز هلال، ورئيس جامعة حلب، إلى جانب حشد من الباحثين والمختصين في مجالات التراث والمخطوطات والدراسات الإسلامية من داخل سوريا وخارجها.
من الحفظ إلى التفاعل الحي مع التراث
يأتي هذا المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين، في إطار الجهود الوطنية لإحياء دور المؤسسات الثقافية والعلمية التاريخية. ويركز المؤتمر على مجموعة من المحاور الأساسية:
· بحث آليات إعادة تأهيل المكتبة الوقفية وإحياء دورها التاريخي كصرح علمي وثقافي رائد.
· دراسة سبل حفظ وصيانة المخطوطات النادرة والرصيد المعرفي الهائل الذي تمثله المكتبة، باعتبارها أحد أهم المكونات العلمية في مدينة حلب.
· توظيف التراث الوقفي في دعم البحث الأكاديمي المعاصر وبناء رؤية مستقبلية تعزز مساهمة هذا الإرث في صناعة المعرفة.
· دعم الدور الثقافي والإشعاعي لمدينة حلب من خلال إبراز كنوزها الفكرية وإتاحتها للباحثين والمهتمين.
ولا يقتصر الاهتمام على إحياء المكتبات والتراث الوثائقي على حلب فحسب، بل هو جزء من مشروع وطني أوسع. فقبل أسبوعين، وتحديداً في 18 تشرين الثاني، أقامت المكتبة الوطنية في دمشق مؤتمراً تشاورياً لوضع الهوية الاستراتيجية الجديدة لها، بهدف مواكبة التطورات العالمية في مجال المكتبات الرقمية وتعزيز خدمات البحث أمام المستفيدين محلياً وعالمياً.
وأكد مدير المكتبة الوطنية سعيد حجازي آنذاك أن هدفهم هو “مواكبة آخر التطورات واستخدام أحدث التقنيات العالمية”، مؤكداً أن المكتبة الوطنية “تعكس التراث الفكري والحضاري للبلاد”.
إرث حلب الوقفي: كنز يحتاج إلى إحياء
تعد المكتبات الوقفية في حلب، وعلى رأسها المكتبة الوقفية الكبرى، منارات علمية تأسست عبر قرون، وكانت هذه المكتبات تجمع مخطوطات نادرة في شتى العلوم الشرعية واللغوية والتاريخية والطبية، مقدمة خدمات الاستعارة والقراءة والنسخ للطلاب والعلماء، ويعكس إحياؤها اليوم إرادة لاستعادة دور المدينة كعاصمة للثقافة والعلم، وربط ماضيها العريق بمستقبلها الواعد.
ومن المتوقع أن يختتم المؤتمر أعماله اليوم، الأربعاء، بإصدار مجموعة من التوصيات العملية التي ستشكل خارطة طريق لإعادة تأهيل المكتبة الوقفية وحماية هذا الركن الأساسي من التراث الوطني السوري.






