كشف وزير الصحة السوري، الدكتور مصعب العلي، عن خطط طموحة لتقديم رواتب وأجور مرتفعة للعاملين في مشفى أمراض وجراحة القلب الجديد في منطقة دمر بدمشق، والذي يُجهز بالتعاون مع وزارة الصحة التركية، حيث تهدف هذه الخطوة إلى جذب الكوادر الطبية المؤهلة ضمن مشروع تعاون استراتيجي بين البلدين.

وقد حدد وزير الصحة هيكلاً للرواتب يُعد غير مسبوق نسبياً في القطاع الصحي الحكومي السوري حالياً، حيث ستصرف هذه الرواتب بالدولار الأمريكي وفق النحو التالي:

· الأطباء المختصون: يبدأ راتب الطبيب المختص من 3000 دولار شهرياً.
· الأطباء المقيمون: يبدأ راتب الطبيب المقيم من 750 دولار شهرياً.
· الكادر التمريضي: يبدأ راتب الممرض من 600 دولار شهرياً.
· الكادر الإداري: تتراوح رواتب الموظفين الإداريين بين 300 و500 دولار شهرياً.
· العاملون الآخرون: سيحصل العاملون في المهن المساعدة على راتب أساسي يبدأ من 250 دولار شهرياً.

وأكد الدكتور العلي أن هذه الزيادة تمثل “البداية”، حيث ستجري عملية إعادة تقييم للرواتب بشكل دوري عند بداية كل عام.

خلفية المشروع وآفاق التعاون

جاءت هذه التفاصيل عقب اجتماع عقده الوزير العلي، أمس الثلاثاء، مع وفد رفيع من وزارة الصحة التركية برئاسة مدير القسم الخارجي في الوزارة، مصطفى تاشكن، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الصحي الثنائي، مع التركيز على تجهيز وتشغيل المشفى الجديد، وتأمين كافة الاحتياجات من الأجهزة الطبية المتطورة.

واتفق الجانبان أيضا على رفد المشفى بالكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة، مع وضع خطة لتشغيل مشفى حلب للأورام في الفترة القادمة، مما يشير إلى تعاون أوسع.

وأوضح الوزير أن العمل في “مراحله الأخيرة” للانتهاء من هذا المشروع المشترك، الذي نتج عن توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارتين قبل عدة أشهر. وحدد الهدف المباشر بالإعلان قريباً عن افتتاح المبنى الجديد لمشفى دمشق لأمراض القلب.

ويمثل الإعلان عن هذه الرواتب استراتيجية واضحة من قبل الحكومة السورية وشركائها الأتراك لجذب الكفاءات الطبية والحد من هجرتها، وهي قضية شهدت تفاقماً كبيراً خلال السنوات الماضية. كما أن التعاون التركي في تجهيز المشفى بأجهزة طبية متطورة يهدف إلى رفع مستوى الخدمات الصحية المتخصصة المقدمة للمواطنين.

ويُعد هذا المشروع واحداً من أبرز ثمار التقارب السوري – التركي المتزايد في المجال الصحي، ويعكس رغبة أنقرة في لعب دور فاعل في دعم قطاعات الخدمات الأساسية ضمن عملية إعادة الإعمار في سوريا.