في خطوة تزيد ملف المفاوضات السورية الإسرائيلية تعقيداً؛ بدأ جيش الاحتلال مناورات عسكرية مفاجئة في مرتفعات الجولان وعند الحدود اللبنانية في مزارع شبعا، اليوم الاثنين، وفقاً لما ذكرته صحيفة “معاريف” العبرية، وسط غموض يحيط بالموقف الإسرائيلي من التفاهم الأمني مع دمشق.
كذلك، أوضحت “معاريف” أن المناورات ستستمر على مدار اليومين المقبلين، فيما تهدف إلى اختبار وتحسين جاهزية الجيش الإسرائيلي لمجموعة متنوعة من السيناريوهات أثناء ممارسة الأوامر.
وحول تفسيره للقيام بتلك الخطوة بعد إعلان إسرائيل عن فشل المفاوضات مع سوريا، قال حسام نجار الكاتب والمحلل السياسي السوري، لقناة حلب اليوم، إن إسرائيل ما زالت تعتبر نفسها القوة التي لا تُهزم، وما زال التعنت والعدوان الإسرائيلي يطال الأرض السورية والدول العربية، فهي تعتبر نفسها فوق القانون فلا رادع لها مطلقاً، وتستخدم هذه الفكرة للتوغل داخل الأراضي السورية ومحاولة قضم تلك الأراضي، مستغلة انشغال الحكومة السورية الجديدة بترتيب أوراق البيت الداخلي، وفتح علاقات جديدة مع الدول الإقليمية والغربية.
هل تدفع واشنطن باتجاه العودة لاتفاق 1974 كما تريد سوريا؟
تعول دمشق على “دعم” أمريكي في المفاوضات، وفقاً لما أكده الرئيس أحمد الشرع خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، فيما تستعرض إسرائيل قوتها، ويقول نجار في هذا السياق، إن واشنطن تقف على بعد خطوات من التأييد والرفض، فهي تريد منطقة خالية من النزاعات يسودها السلام، لتحقيق رغبة ترامب بفرض سياساته الاقتصادية والديمغرافية (موضوع غزة)، بالإضافة إلى دوافع داخل الحكومة الأمريكية لتحقيق أمن إسرائيل الاستراتيجي.
وأكد نجار أن الحكومة السورية تأمل في موقف أمريكي داعم للعودة إلى اتفاق خط الاشتباك عام 1974، من خلال تحركات تجريها الحكومة السورية على كل الصُعد الدبلوماسية (زيارة موسكو مثلاً)، مرجحاً أن “أمريكا لا تريد أن تعود موسكو للواجهات وستفرض رؤيتها على نتنياهو بخصوص الجولان والتوغلات الجديدة”.
وحول مدى قدرة سوريا على الوصول إلى حل مع إسرائيل عبر الدبلوماسية، قال نجار لحلب اليوم إن السياسة لا شيء فيها مؤكد ومن يعمل على اليقين السياسي تكون لديه معطيات ثابتة، والحل الدبلوماسي موجود لكن الخيارات صعبة خاصة على الدولة السورية، فهي تحاول رأب الصدع في كل اتجاه.
ولفت المحلل السياسي السوري إلى أهمية تشكيل قوة سياسية داعمة للموقف السوري تكون بموافقة أمريكية وضغط من الرئيس ترامب، معتبراً أن “السياسة قابلة للتفاوض لذلك تعتمد إسرائيل على السقف الأعلى بطلباتها كي تصل إلى ما تريد، أما الدولة السورية فيعزز موقفها صلابة الشعب السوري ورغبته في العيش بأرضه بسلام وأمان لكن دون التنازل عن ذرة تراب منها، لذلك ينطلق عمل الحكومة السورية من هذا الأساس”.
وتجري المناورات تحت إشراف رئيس الأركان، اللواء إيال زامير، وتعتبر كاختبار مفاجئ لجاهزية الفرقة 210 لأي حدث طارئ، بالإضافة إلى ذلك، سيتم التدريب على تقييم الوضع واتخاذ القرارات على كل المستويات، وتفعيل الجاهزية وإدارة القوات في منطقة الحرب، وفقاً للمصادر العبرية.
وذكرت أنه “خلال التمرين، سيتم الشعور بحركة نشطة للقوات في مرتفعات الجولان والوديان، وسماع أصوات انفجارات في المنطقة، وحركة الطائرات في المنطقة وغيرها من الأصول الجوية، ويجرى التمرين كجزء من جدول تمارين شعبة العمليات، بالتزامن مع تطبيق وتنفيذ الخطط العملياتية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد تم تحديد هذا التمرين مسبقاً كجزء من خطة التدريب السنوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي لعام 2025”.






