شهدت العاصمة السورية دمشق، اليوم، حراكاً اقتصادياً وتقنياً لافتاً، تمثل في عقد “الملتقى السوري – الأردني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات” الذي أسفر عن توقيع عقود شراكة جديدة، إلى جانب انطلاق فعاليات الدورة الحادية عشرة لمعرض “سيريا هايتك”، في مشهد يعكس توجه البلاد لتعزيز التعاون الإقليمي وتبني التقنيات الحديثة.
وخرج الملتقى السوري – الأردني بنتائج ملموسة، حيث شهد توقيع مجموعة من عقود الشراكة تركزت في مجالات حيوية هي التدريب، وتمكين الكفاءات السورية، وتبني التقنيات الحديثة.
وحدد الجانبان موعداً محدداً لبدء تنفيذ هذه الاتفاقيات، حيث من المقرر أن ينطلق العمل بها في الثامن من كانون الأول القادم، متزامناً مع ذكرى تحرير سوريا، مما يضفي بُعداً رمزياً على هذه الخطوة العملية.
نحو شراكات استراتيجية
أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري، عبد السلام هيكل، خلال الملتقى أن “السوق السورية متاحة أمام الشركات الأردنية”، مشدداً على أن “بناء شراكات طويلة الأمد هو الأساس لجذب استثمارات فاعلة”. وأوضح أن وزارته تعمل على تحديث منظومتها التقنية شاملةً الأمن السيبراني، والتحول الرقمي، وحماية البيانات.
ومن الجانب الأردني شدد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، سامي سميرات، على أن انعقاد الملتقى في دمشق “يعكس عمق العلاقات بين البلدين”.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية توفر فرصةً لتوسيع التعاون وإطلاق مشاريع مشتركة، في ظل تنامي التنسيق التقني بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة.
وتميز الملتقى، الذي نُظم بالتعاون بين وزارة الاتصالات السورية ووزارة الاقتصاد الرقمي الأردنية وجمعية “إنتاج”، بعقد لقاءات مباشرة بين ممثلي الشركات من البلدين. وهدفت هذه الجلسات إلى مناقشة آليات دعم قطاع الاتصالات ورفع قدرته التنافسية، وخلق فرص شراكة على أرض الواقع.
“سيريا هايتك”: الحاضنة التقنية الأبرز
بالتوازي مع الملتقى، انطلقت على أرض مدينة المعارض بدمشق فعاليات الدورة الحادية عشرة لمعرض “سيريا هايتك”، الذي يعد من أبرز الفعاليات الداعمة لقطاع التكنولوجيا في البلاد.
وشهد المعرض مشاركة واسعة لنحو 225 شركة محلية وعربية ودولية، قدموا خلالها أحدث حلولهم التقنية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أنظمة التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، مما وفر مساحةً للتواصل بين الشركات والمستثمرين وطرح حلول تقنية حديثة.





