تراجع واضح في التصريحات الروسية حيال العملية العسكرية المُرتقبة لقوات النظام في إدلب، يستدل به مراقبون على أثر الضغط الغربي في الملف، مع الإشارة إلى تزامنه مع انخفاض ملحوظ في حجم الغارات والقصف على المنطقة.
التراجع الروسي وفق ما وصفه مراقبون، تمثل بتصريح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، بأن العملية العسكرية المزمعة على إدلب يمكن تأجيلها، وتفضيله تسوية الوضع بطريقة سلمية، مع إسناد المهمة إلى تركيا، للفصل بين من وصفهم المبعوث بالمتشددين عن المعارضة المعتدلة.
في الوقت ذاته انتقلت واشنطن من التحذير إلى الإنذار، ليس فقط ضد استخدام السلاح الكيميائي؛ فحذرت هايلي الأسد وحلفاءه من أن الولايات المتحدة ستعتبر أي اعتداء على إدلب بمثابة “عمل متهور وستكون عواقبه وخيمة”.
تركيا يبدو أنها الأخرى لم تستنفذ أوراق الضغط لديها، حيث لجأت الرئاسة التركية ووزارة الخارجية إلى إطلاق تحذيرات متتالية بأنها لن تكون المتضرر الوحيد من تداعيات ما قد يحدث في إدلب، وأن أوروبا قد تدفع الثمن عبر موجة لجوء غير مسبوقة، واحتمال تسرب من وصفوا بـ “الإرهابين” من بينهم، قبل أن تترافق التصريحات الأوروبية مبدية مخاوفها من ذات الأمور.
ومع تأكيد الرئيس التركي على أن أي عمل عسكري موسع في إدلب سيمثل مشاكل جوهرية للجميع. في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن طموح نظام الأسد ضم شريط أمني في سهل الغاب وفتح الطريق الدولي المار في جسر الشغور، بالتوازي مع سعي موسكو إلى توفير حماية لقاعدتها العسكرية في حميميم بالسيطرة على ريف اللاذقية الشمالي وسهل الغاب.
وبانتظار التوافق الدولي على مصير إدلب والشمال السوري المحرر، يبقى أهل المنطقة متوجسين من مصير غامض يحيط بمنطقتهم، ومجازر ما فتئ المجتمع الدولي يحذر من وقوعها.