شهدت مدينة حلب السورية، التي عانت من دمار واسع لتراثها الثقافي خلال سنوات الحرب، خطوة تعاون مهمة مع أنقرة، تمثلت في الاتفاق على تشكيل فريق فني مشترك للبدء في وضع خطط ترميم المواقع الأثرية المتضررة.
جاء هذا الإعلان على لسان سيفيلاي تونجر، نائبة رئيس حزب “العدالة والتنمية” التركي، التي ترأست وفداً رفيع المستوى من رئاسة سياسات البيئة والعمران في الحزب زار حلب مؤخراً.
تفاصيل الاتفاق وزيارة المواقع الأثرية
أوضحت تونجر، في حديث لوكالة الأناضول، أن الوفد التركي الذي ضم رئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين وعدداً من نواب الحزب، التقى مع محافظ حلب عزام الغريب. وتركزت المباحثات على سبل إعادة إحياء التراث الثقافي المشترك الذي تضرر جراء الحرب.
وتشمل أبرز نقاط الاتفاق والزيارة؛ تشكيل فريق فني مشترك بين البلدين تكون مهمته البدء بوضع خطط الترميم وتقديم الدعم التقني اللازم، ومعاينة آثار المعمار سنان، حيث زار الوفد عدداً من المواقع الأثرية التي لحقت بها أضرار جسيمة، من بينها جامع العادلية ومدرسة الخسروية، وهما من أهم الأعمال المعمارية التي تعود إلى العمارة العثمانية الشهيرة.
الدعم التركي: تدريب وخبرة تقنية
أكدت نائبة رئيس “العدالة والتنمية” أن تركيا تتعهد بتقديم دعم شامل لعمليات الترميم يتجاوز مجرد إعادة بناء الأبنية، وقالت تونجر إن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” ستواصل العمل على ترميم الآثار في حلب ودمشق.
وشددت المسؤولة التركية على أن بلادها ستقدم التدريب والخبرة التقنية للكوادر السورية المسؤولة عن الترميم. وكشفت عن خطط لاستقبال خبراء سوريين في تركيا للتعرف على “طرق الترميم الصحيحة والمعايير المعمول بها”، قبل العودة لتطبيقها في سوريا.
ولم يقتصر الهدف المعلن للزيارة على الجانب التقني فحسب، بل أكدت تونجر على البعد التوعوي والدعوة الدولية، لافتة إلى أن الهدف هو “خلق وعي دولي بالأضرار التي خلفتها الحرب ودعوة العالم للمشاركة في حماية هذا الإرث”.
واختتمت تصريحها بدعوة صريحة للتحرك العالمي قائلة إن “الحرب لم تدمر البشر فقط، بل دمّرت المدن وتراثنا الثقافي أيضا. نريد أن يشعر الجميع بالمسؤولية تجاه هذا الإرث”.
يذكر أن الحرب التي شنّها النظام البائد على السوريين سببت دمارا واسعا في البنية التحتية، ومختلف مناحي الحياة بما في ذلك المواقع الأثرية.






