في واقعة هي الثانية من نوعها خلال أيام، كشفت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، عن قضية اختلاس إلكتروني داخل مؤسسة الخطوط الجوية بعشرات المليارات، كانت قائمة منذ عهد النظام البائد.
وكانت وزارة الطاقة السورية قد أعلنت يوم السبت الفائت، عن ضبط ملف فساد كبير في أحد مراكز ضخ المياه، بعد ثبوت تورط مديره بعمليات بيع غير نظامية للمياه، أدت إلى خسائر مالية ضخمة قُدرت بنحو 12 مليار ليرة سورية.
وقالت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، في بيان أمس الاثنين، إن قيمة الاختلاس في الخطوط الجوية تجاوزت 65 مليار ليرة سورية، ما يعادل نحو 5.75 ملايين دولار أمريكي.
وأضافت أن التحقيقات التي جرت بالتعاون مع هيئة الطيران المدني تأتي ضمن جهود مكافحة الفساد واسترداد الأموال العامة، مشيرةً إلى أن القضية تعود إلى فترة النظام البائد، وتعد من أكبر قضايا الاختلاس الإلكتروني في القطاع العام.
وبيّنت نتائج التدقيق الأولية أن عدداً من العاملين في المؤسسة استغلّوا الصلاحيات الإلكترونية الممنوحة لهم ضمن نظام الحجز المركزي وقاموا بإصدار وبيع تذاكر سفر، والتلاعب بالبيانات، ورفع أرصدة مالية وهمية بالتنسيق مع أطراف أخرى، ما تسبّب بأضرار جسيمة للمال العام.
وذكر البيان أن الهيئة حصرت المسؤوليات مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية بحق المتورطين، بناءً على حجم الضرر، تمهيداً لتحويلهم إلى القضاء المختص لاسترداد كامل المبالغ المختلسة.
وتأتي هذه القضية ضمن سلسلة من التحقيقات الحكومية الموسعة لمكافحة إرث الفساد المتراكم من النظام البائد، حيث كانت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن بدء عملية تدقيق شاملة في ملفاتها المالية والإدارية.
وقال مدير عام المؤسسة، حسن خطيب، إن النتائج الأولية للتدقيق كشفت عن حالات فساد وتلاعب مالي وإداري واسعة، من بينها صرف معاشات مكررة وأخطاء في احتساب التراكمات المالية، إضافة إلى تمديد حسابات حتى عام 2300 ميلادي، معتبراً أن هذه المؤشرات تعكس حجم الخلل داخل المنظومة السابقة.
وسبق أن تم الكشف خلال الأشهر الماضية عن ملفات فساد في قطاعات النفط والنقل والإسمنت، إلى جانب مخالفات أخرى في معامل الدفاع قرب حلب.
وكان الجهاز المركزي للرقابة المالية قد أطلق في 11 أيلول الماضي رابطاً إلكترونياً لتلقي شكاوى المواطنين، متعهداً بالتعامل معها بجدية وشفافية وفق القوانين والأنظمة المعمول بها.






