اكتشفت فرق الدفاع المدني السوري مقبرة جماعية جديدة في محيط تل الصوان شرق مدينة دوما بريف دمشق، تضم رفات نحو عشرين ضحية معظمهم من النساء والأطفال، في مشهد يعيد إلى الواجهة ملف المفقودين والانتهاكات التي طالت المدنيين.
ووفقاً لما أعلنت الفرق، فقد عُثر على الرفات بالقرب من فوج الكيمياء العسكري، في منطقة كانت خاضعة سابقاً لسيطرة قوات النظام، حيث أشارت المعلومات الأولية إلى أن الضحايا دُفنوا عراة في قبور سطحية، ما يرجح أن عمليات القتل تمت بطريقة مروّعة تهدف إلى الإخفاء السريع دون احترام للضحايا أو أي معايير إنسانية.
وتقود الهيئة الوطنية للمفقودين أعمال التوثيق بالتنسيق مع وزارة الداخلية والطب الشرعي، في محاولة لتحديد هويات الضحايا وجمع الأدلة التي قد تُسهم في توثيق جرائم الإعدام الجماعي أو الاختفاء القسري التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية.
المعاينة الأولية لموقع المقبرة أظهرت دلائل واضحة على محاولات سابقة لطمس المعالم وإتلاف الأدلة، وهو ما يعزز الشبهات حول ضلوع جهات منظمة في عمليات التصفية والإخفاء.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد أسابيع قليلة من العثور على مقبرة جماعية في حي الميدان بدمشق، ما يشير إلى اتساع نطاق هذه الجرائم جغرافيًا وزمنيًا، وإلى احتمال وجود مقابر مماثلة في مناطق أخرى ما تزال طي الكتمان.
وتعيد هذه الاكتشافات إلى الواجهة ملف العدالة الانتقالية والمساءلة الدولية، والمطالب بمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والانتهاكات الواسعة في سوريا.
وكانت وكالة “رويترز” قد كشفت مؤخرًا عن وجود مقابر ضخمة في منطقتي الضمير والقطيفة يُعتقد أنها تضم عشرات الآلاف من الجثث تعود إلى فترة ما قبل سقوط النظام، ما يجعل من هذه الاكتشافات المتتالية دليلًا متزايدًا على حجم المأساة الإنسانية التي عاشها السوريون خلال عقدين من العنف والانتهاكات.