تتجه الأنظار، غداً الأحد، إلى العاصمة التركية أنقرة التي تستضيف اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى بين مسؤولين من تركيا وسوريا، في خطوة تُعد الأهم – وفق مراقبين – منذ انطلاق مسار الاتصالات بين البلدين قبل نحو عامين بوساطات روسية وإيرانية.
ويأتي اللقاء في ظرف سياسي وأمني دقيق، وسط تحولات متسارعة في شمال وشمال شرق سوريا، واشتباكات متقطعة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقوات السورية، ومساع مستمرة من واشنطن.
وبحسب بيان وزارة الخارجية التركية الصادر السبت، سيشارك في الاجتماع وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والسوري أسعد الشيباني، إلى جانب وزيري الدفاع يشار غولر من الجانب التركي ومرهف أبو قصرة من الجانب السوري، ورئيسي جهازي الاستخبارات في البلدين إبراهيم قالن وحسين السلامة، ما يعكس الطابع الأمني والعسكري، ويُتوقع أن تتصدر ملفات مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود، وآليات التنسيق الأمني جدول المباحثات، في وقت تسعى فيه أنقرة لإعادة صياغة سياستها السورية بما يوازن بين متطلباتها الداخلية وتطورات الميدان.
رسائل تركية واضحة
قبل الاجتماع، أرسل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إشارات حاسمة خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره السوري أسعد الشيباني، حين دعا قسد إلى “التخلي عن أجندتها الانفصالية”، مؤكداً أن دمشق باتت قادرة على مواجهة تنظيم داعش بمفردها، في إشارة إلى رغبة تركية في إعادة تموضع القوى المحلية والإقليمية داخل المشهد السوري بما يحدّ من النفوذ المدعوم غربياً.
هذا الموقف التركي يأتي بعد إعلان قسد ودمشق عن اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في شمال وشمال شرق سوريا، عقب اشتباكات محدودة شهدتها محافظة حلب مؤخراً، وهو ما يُرجّح أن يشكّل أحد محاور النقاش الرئيسية في اجتماع أنقرة، سواء لجهة تثبيت الهدوء الميداني أو منع تمدّد الصراع نحو الحدود التركية.
وقالت الخارجية التركية في بيانها إن الوزير هاكان فيدان سيلتقي بنظرائه السوريين في إطار اجتماع التعاون الأمني، بمشاركة كل من وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات التركيين.
وأضاف الوزير التركي أن “على الدول الأجنبية مراجعة سياساتها في سوريا في ضوء هذه التطورات”، في إشارة إلى التغيرات الميدانية والسياسية الأخيرة في شمال وشمال شرق البلاد.
وذكرت تقارير إعلامية أن الاجتماع المرتقب في أنقرة يأتي في سياق جهود تهدئة الأوضاع الميدانية بعد المواجهات الأخيرة، في حين أكدت مصادر دبلوماسية أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى أنقرة قبل أيام مهّدت لعقد هذا اللقاء، حيث ناقش الجانبان الملف الأمني ووجه الوزير فيدان رسالة حاسمة إلى “قسد” مفادها أن تركيا لن تقبل بأي “تقسيم أو فوضى قرب حدودها الجنوبية”.