قصفت قوات قسد الأحياء السكنية في مدينة حلب، موقعة ضحايا وجرحى من المدنيين، فيما اندلعت اشتباكات بينها وبين الجيش السوري في محيط الأشرفية والشيخ مقصود، جراء استهدافها لحواجز الأمن الداخلي في محيط الحيّين.
ودعت الحكومة السورية قسد للعودة إلى الحوار والمفاوضات، وتنفيذ اتفاق آذار، فيما توقف الاشتباكات بشكل كامل قبل فجر اليوم الثلاثاء، بعد التوصل لوقف لإطلاق النار، حيث عادت الحياة لطبيعتها وسط حالة من الهدوء في جميع أحياء مدينة حلب.
وأفاد مصدر خاص لحلب اليوم، بأن الجيش السوري فجّر نفقًا لقسد يربط مواقعها بمواقع خلف خطوط الجيش والأمن بمحيط حي الأشرفية في حلب، حيث كانت تستخدمه للقيام بعمليات ضد الجيش الذي أعاد انتشار قواته حول الحيين.
وأضاف أن الأمن الداخلي نشر حواجز له وأغلق بعض الطرق بعد تسلل عناصر من قسد بلباس مدني واستهداف حواجز أمنية.
كما أكد المصدر أن الجيش السوري دمر رشاشًا ثقيلًا لقسد في حي الشيخ مقصود كان يستهدف الأحياء السكنية والمدنيين في الأحياء المحيطة.
من جانبه أكد قائد الأمن الداخلي في حلب العقيد محمد عبد الغني، وضع خطة لتأمين وتطويق مداخل الحيين التي تمر منها الأسلحة والمواد الممنوعة لقسد، مشيرا إلى أنها لا تزال تحفر الأنفاق في حلب، فيما تعمل قوى الأمن على “تحقيق رؤية الدولة في بناء سوريا الجديدة”.
وأعلنت قوات الأمن استشهاد عنصر ومدني، وإصابة 26 آخرين من بينهم 3 من عناصر الأمن، في حصيلة أولية للاشتباكات والقصف على المدينة، فيما أكدت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع الالتزام باتفاق العاشر من آذار، نافية وجود نوايا لعمليات عسكرية.
كما أكدت أن تحركات الجيش شمال وشرق سوريا تقع ضمن خطة إعادة انتشار بعد اعتداءات قسد، ومحاولاتها السيطرة على نقاط وقرى جديدة، حيث “يقف الجيش اليوم أمام مسؤولياته في الحفاظ على أرواح الأهالي وممتلكاتهم وكذلك حفظ أرواح أفراد الجيش وقوى الأمن من الاعتداءات المتكرّرة”.
وأفاد مراسل حلب اليوم، بأن الأمن الداخلي أغلق طرق السريان وجسر تشرين ومحطة بغداد والليرمون، خلال الليلة الماضية، كما أمن خروج عدد من عوائل حيي الشيخ مقصود والأشرفية، حيث علقت عشرات العوائل هناك بسبب استهداف قناص قسد لتحركات المدنيين.
واتهمت قسد الحكومة السورية بأنها “لا تريد السعي لإيجاد حل شامل للقضايا الوطنية العالقة”، وأنها “تراهن على لغة السلاح والاقتتال بدلا من الحوار البناء”.
لكن محافظ حلب عزام الغريب، أكد أن قوى الأمن ووزارة الدفاع تسعى للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين ولا نيّة لديها لأي تصعيد عسكري، كما تتحلى بالصبر والالتزام باتفاقية العاشر من آذار و”لا يزال المجال مفتوحًا للحوار”، حيث تسعى الحكومة مع الأطراف المعنية للتهدئة ووقف الاشتباكات.
وأضاف في تصريحات له الليلة الفائتة، أن ما جرى من إعادة انتشار للقوات الحكومية، جاء رداً على انتهاكات قسد المدعومة من الفلول الخارجة عن القانون.
وبالرغم من استقرار الأوضاع في المدينة، فقد أعلنت محافظة تأجيل الامتحانات وتعطيل كافة المدارس والجامعات العامة والخاصة اليوم الثلاثاء 7 تشرين الأول.
ولفت مدير الإعلام بحلب، عبد الكريم ليله، إلى أن قسد “تماطل منذ 7 أشهر في تنفيذ اتفاق 10 آذار، مع استمرار قيامها باستفزازات واستهدافات لقوى الأمن الداخلي على أطراف حيي الأشرفية والشيخ مقصود، مستغلة حرص الدولة السورية على أمن وسلامة الحيّين”.
وقال إن تعثر تنفيذ الاتفاق يعود إلى “تعنت قسد وعدم التزامها بالبنود الاخيرة التي تنص على سيطرة الدولة السورية على الحيين”.
أما المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا، فقد لفت إلى أن “الرئيس أحمد الشرع قدم فرصة تاريخية لقسد عبر اتفاق آذار، والحكومة السورية لا تزال ملتزمة به لحقن الدماء”، مشيرا إلى أن “سيطرة التيار الانعزالي في قسد هي ما يمنع نجاح الاتفاق حتى الآن، ولا تزال هناك فرصة لتنفيذه”.