مع ازدياد ملف مصير إدلب والشمال السوري حدّة، على مختلف الأصعدة، وتباين المواقف الدولية حيالها، تبذل تركيا ما بوسعها سياسياً وعسكرياً وإنسانياً، في سبيل تجنيب المنطقة ما وصفتها بالكارثة الإنسانية.
الجيش التركي، وضمن الاستعداد لأي تصعيد عسكري، طلب من فصائل المعارضة، الاستنفار والاستعداد للتعبئة العسكرية، مشيراً إلى إمكانية نقل نحو عشرين ألف عسكري من الجيش الوطني في ريف حلب، إلى جبهات القتال في إدلب، وفق صحيفة يني شفق التركية.
وبموازاة ذلك، عزّزت تركيا قواتها في سوريا وضاعفت عدد دباباتها ومدرعاتها على الحدود السورية، وعززت مواقعها الاستراتيجية ببطاريات الصواريخ وقاذفات المدفعية، مع تأكيدها عدم وقوفها متفرجة حيال التصعيد على إدلب.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وضمن دعم بلاده سياسياً للشمال السوري المحرر، وعقب فشل مفاوضات طهران، جدد دعوته إلى تحرك دولي لإيقاف القصف وبدء هدنة، وحذر المجتمع الدولي من تكلفة باهظة قد تنتج عمّا وصفها بالمواقف السلبية، في حين أشار إلى أن الهجوم على إدلب سيسبب مخاطر لتركيا وأوروبا وغيرهما، تحذيرات ما فتئت أن لاقت تصريحاتٍ غربيةً وأممية داعمةً للموقف ذاته.
ومع تحذيرات الأمم المتحدة مما وصفتها بأسوأ كارثة إنسانية محتملة، اعتذرت تركيا التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ، عن استقبال المزيد من المهاجرين، مضيفة عدم استطاعتها ترك الشعب السوري لرحمة بشار الأسد، في وقت تستنفر فيه هيئة الكوارث التركية لتجهيز مخيمات إحتياطية تحسباً لإيواء واستعياب أية موجة نزوح قد تشهدها المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالمدنيين والنازحين لدى المعارضة.