ينظر السوريون بإيجابية للتطورات التي تشهدها البلاد مؤخرًا، خصوصًا لناحية الإعفاءات الأمريكية التي تمهد لرفع العقوبات بشكل كامل.
وبعد يومين من إعلان وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، منح إعفاءات واسعة للحكومة السورية وعدد كبير من الهيئات والشركات؛ التقى الرئيس السوري أحمد الشرع بالمبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توماس باراك في إسطنبول، أمس السبت.
وأكد الأخير أن واشنطن ماضية في تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى تُلغى العقوبات عن سوريا بشكل كامل.
وفي تعليقه لحلب اليوم، وصف الصحفي السوري أحمد عودات القرار بأنه “في غاية الأهمية”، حيث “كان ينتظره السوريون لعقود، فهو يسهّل كثيرًا البدء بإعادة الإعمار ودخول الشركات والبدء بالاستثمارات، بالإضافة إلى تمكين عمل المنظمات على الصعيد الإنساني والاقتصادي، وهذا ما سينقل سوريا إلى مرحلة من الاستقرار تحضيرًا للبناء”.
ورأى أن “الكرة الآن في ملعب الحكومة السورية” التي “تستطيع أن تتحرك على أكثر من مستوىً لتثبت للسوريين جميعًا أنها بصدد العمل من أجل كل سوريا، وللتنمية المستدامة وإعادة الإعمار، والانتهاء من مرحلة الدمار البشري والمادي والمعنوي والاقتصادي، والوصول إلى الازدهار”.
كما أعرب عودات عن أمله في أن “نرى خطوات جيدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فهما أمران مرتبطان، سواء من ناحية القرارات الغربية التي اتُّخذت لناحية رفع العقوبات، أو من ناحية السوريين أنفسهم حيث يريدون أن يروا هذا الترابط، لتثبيت دعائم الدولة على المسارين، بحيث تحقق كل احتياجات الشعب، وتتحول إلى دولة ديمقراطية تحترم مواطنيها وتعمل لتحقيق التنمية”.
بدورها قالت مديرة تحرير منصة البيت الأبيض بالعربية في واشنطن، وعضو الحزب الجمهوري، مرح البقاعي، في تصريح أمس السبت، لحلب اليوم، إن سوريا ستحرر بشكل كامل من العقوبات الأمريكية خلال ستة أشهر من الآن، معربةً عن تفاؤلها بتحقيق الازدهار والتعافي.
وأوضحت أن إعلان وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين جاء لتطبيق القرار التنفيذي للرئيس ترامب بضرورة رفع العقوبات عن سوريا، والذي كان قد أعلن عنه في العاصمة السعودية الرياض، بناء على طلب مباشر من ولي العهد السعودي.
ولفتت الباحثة الأكاديمية والمستشارة في العلاقات الدولية؛ مؤسسة ورئيسة “الحزب الجمهوري السوري”، إلى أن ترامب أكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب منه نفس الأمر، “كما استمعنا إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ حيث برر فيها سبب رفع العقوبات بسرعة، موضحًا أنه يريد لسوريا أن تسير في طريق التعافي بأسرع وقت ممكن، لتجنيبها الكثير من الفوضى ولتحقيق الاستقرار عبر دعمها؛ وبالفعل تم رفع العقوبات بشكل فوري”.
كما أوضحت البقاعي أن معظم العقوبات التي هي خارج قانون الكونغرس وقانون قيصر والكبتاغون تم رفعها لمدة ستة أشهر، وخلال هذه الفترة ستُلغى بشكل نهائي، أي أنها لن تُرفع فقط بل ستنتهي، وهكذا ستكون سوريا معفاة تمامًا من أي عقوبة أمريكية، وحينها ستبدأ في رحلة التعافي وجلب الاستثمارات والبناء.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان، يوم الجمعة: إن الإعفاء من العقوبات من شأنه “تسهيل توفير خدمات الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي وتمكين استجابة إنسانية أكثر فعالية في جميع أنحاء سوريا”.
وأضاف روبيو: أن “الإجراءات التي اتخذناها اليوم تمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق رؤية الرئيس بشأن علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة”.
وقد أصدرت الحكومة الأمريكية قرارًا بمنح إعفاءات من عدد كبير من العقوبات المفروضة على سوريا ومؤسساتها الحكومية، بما يتيح لها القيام بالكثير من الإجراءات التجارية والمالية.