أكد وزير الكهرباء السوري المهندس “عمر شقروق” في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، أن الاتفاق مع “قسد” لم يحسم بعد مسألة النفط، وهو ما يُعدّ عاملاً رئيسيًا في تحسين إمدادات الطاقة.
وأوضح “شقروق” أن توفير الكهرباء بشكل مستمر يتطلب نحو 23 مليون متر مكعب من الغاز و5 آلاف طن من الفيول يوميًا، وهو ما يُعتبر تحديًا في ظل الظروف الحالية. وأضاف أن الوزارة تمكنت من زيادة ساعات التغذية الكهربائية بعد صيانة عدد من محطات التوليد، حيث تسعى الخطة الحالية لرفع ساعات التغذية إلى 8 ساعات يوميًا في جميع المحافظات، مع إعطاء الأولوية للمدن الصناعية لضمان تشغيلها على مدار الساعة. كما كشف عن خطة لدعم الشبكة الكهربائية عبر مصادر الطاقة البديلة لتعزيز استقرار الإمدادات.
من جانبه، ذكر أحد سكان مدينة حلب، “محمد الأمين”، لحلب اليوم أن ساعات تشغيل الكهرباء شهدت تحسنًا خلال اليومين الماضيين، حيث ارتفعت مدة التشغيل من ساعتين فقط كل 24 ساعة إلى نحو 6 ساعات يوميًا.
قطر تضخ الغاز لدعم قطاع الكهرباء
وفي إطار الجهود المبذولة لتحسين الوضع الكهربائي، بدأت دولة قطر بضخ الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر الأردن، وهو ما انعكس إيجابًا على تشغيل محطات التوليد. وأوضح مدير مؤسسة توزيع الكهرباء، “خالد أبو دي”، أن 2 مليون متر مكعب من الغاز تصل يوميًا إلى الشبكة السورية، ما ساهم في تشغيل العنفات وتعزيز التغذية الكهربائية من 3 إلى 4 ساعات يوميًا.
تحديات كبيرة رغم الاتفاق
تعاني سوريا من أزمة طاقة خانقة نتيجة العقوبات الدولية، وعدم صيانة المحطات، والدمار الذي طال البنية التحتية على مدار 14 عامًا من الحرب. ورغم أن الاتفاق بين الحكومة السورية و”قسد” يعزز الآمال بتحسن الأوضاع، خاصة أن هذه القوات تسيطر على مناطق غنية بالموارد، إلا أن تأمين الغاز والقطع الأجنبي لا يزال أحد أبرز العقبات أمام حل أزمة الكهرباء بشكل جذري.
ومع استمرار الجهود الحكومية والدعم الإقليمي، يبقى السؤال: هل ستتمكن سوريا من تجاوز أزمتها الكهربائية في ظل هذه التحديات؟