تشهد الفترة الحالية انتشارًاً واسعاً للفرق التطوعية التي تعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية، مثل المجالس المحلية مما أسهم في تخفيف جزء من الأعباء الملقاة على عاتق الحكومة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها حالياً.
مدير فريق يلا سوريا التطوعي “حسن الأسمر” والعامل في مدينة حمص قال في تصريح خاص لـ”حلب اليوم”: “نحن بالفريق نركز بشكل أساسي على تطوير فئة الشباب من الجنسين معًا، سواء الشابات أو الشباب، من خلال أنشطة وورشات تدريبية متنوعة وضعنا خططًا لتقديم تدريبات إعلامية لأعضاء الفريق، ونعمل على إعداد جيل جديد من المدربين، بحيث يتحول المتدربون أنفسهم إلى مدربين في المستقبل، وذلك ضمن دورات تقوية وتطوير مستمرة”.
وحول عملية انتقاء أعضاء الفريق أضاف الأسمر: “أعلنا عن إنشاء الفريق، وفتحنا باب التسجيل عبر رابط إلكتروني، حيث ركزنا على اختيار طلاب جامعيين مهتمين بمجالات الصحافة، التحرير، والأمن الرقمي، مع الحرص على تمثيل جميع فئات المجتمع لتحقيق الفائدة للجميع”.
وتابع: “حالياً يضم الفريق حوالي 90 شابًا وشابة من مختلف الطوائف في مدينة حمص، ونحن ابتعدنا تمامًا عن أي شخص كان له ارتباط بدوائر النظام السابق، حرصًا على تحقيق أهدافنا النبيلة”.
وأكمل: “بالنسبة للإنجازات، أعلنا عن تشكيل فريق يلا سوريا قبل يومين، وبدأنا أولى نشاطاتنا بتجهيز نصب سيُوضَع بجانب الساعة الجديدة في حمص كما زرعنا الأشجار وتجهيز الأرضية بالحجارة، إضافة إلى تنظيم حركة السير في الموقع”.
وخلال الأيام المقبلة، نخطط لتكثيف النشاطات التدريبية في مجالات الصحافة، التصوير، التحرير، والمونتاج، بمشاركة مدربين مختصين يعملون ضمن قنوات إعلامية ثورية كما نؤكد مجددًا أننا نبذل كل جهدنا للابتعاد عن أي فئة كانت داعمة للنظام السابق، لضمان انسجام الفريق مع مبادئ الثورة وأهدافها.
من جهته، قال قائد فريق غدق التطوعي العامل في ريف حمص الشمالي” صفوان الكنج” : “حاليًا نحن في طور تأسيس فريق غدق التطوعي، الذي ينشط في ريف حمص الشمالي بمنطقة الحولة ويهدف الفريق إلى مواكبة الانتصار الكبير الذي تحقق، وهو حدث عظيم للغاية، ونحن نسابق الزمن لنكون جزءًا من هذه المرحلة المميزة”.
وأضاف أن “المناطق بحاجة ماسة للعديد من الجهود، بدءًا من النظافة، مرورًا باللمسات الجمالية، وصولًا إلى التشجير وكل ما يعزز المظهر العام بناءً على ذلك، قررنا نحن مجموعة من الشباب تأسيس هذا الفريق للعمل على الأرض جنبًا إلى جنب مع الأهالي، بهدف تعزيز روح التعاون والعمل الجماعي”.
وأوضح أنه “غايتنا الأساسية هي ترسيخ فكرة المشاركة والتكاتف بين الجميع، من خلال مساهمات صغيرة، للنهوض ببلدنا وكان هناك تجاوب إيجابي”.
وأكد “الكنج” على أن خلال الأسبوع القادم، لديهم ثلاث حملات ميدانية تشمل: حملة تشجير في الأماكن العامة والمدارس، حملة نظافة يوم الاثنين، وحملات دهان وتزيين تتضمن رفع أعلام الثورة والدولة الجديدة، إضافة إلى كتابة عبارات توعوية.
وتابع: “كما يُقال، الحاجة هي أم الاختراع ولذلك، وبناءً على ما تحدثنا عنه سابقًا، لاحظنا من خلال رؤيتنا للوضع العام أن هناك حاجة ماسة لإنشاء فرق تطوعية تسد بعض الثغرات الموجودة في المنطقة من خلال الأعمال الشبابية التشاركية و الأعمال التطوعية لا تقتصر فقط على الحملات البيئية، بل هناك تفكير جاد في موضوع التدريب أيضًا”.
كما نخطط لتقديم تدريبات إدارية، في مجالات مثل الكمبيوتر واللغات، بالإضافة إلى تدريبات مهنية تشمل البرادات، الإلكترونيات، صيانة الجوالات والحواسيب، وغيرها من المجالات والهدف الرئيس من هذه التدريبات هو مواجهة مشكلة البطالة المنتشرة بشكل كبير، وتوجيه الشباب الذين يعانون من حالة من التيه، إلى الطريق الصحيح، ونحن نسعى لأن نساعدهم في كسب لقمة عيشهم بطريقة منظمة ومشرفة لهم ولأسرهم.
وأشار إلى أن التنسيق مع المؤسسات الحكومية مثل المجالس المحلية قائم ومستمر وقال: قمنا بإجراء العديد من الاتصالات مع الدفاع المدني للتعاون في حملاتنا القادمة الأسبوع المقبل، ونحن نعتبر أنفسنا جزءًا مكملًا لعمل المجالس المحلية والبلديات، وهناك تنسيق تام بيننا، ويمكننا المساهمة في العديد من الأعمال التي يقدمونها مثل تنظيف مجاري الأنهار، ونسعى أيضًا لإنشاء مراكز تدريب تتخصص في التدريبات الإدارية والمهنية.
ختاماً قال “الكنج”: الإقبال من الشباب ممتاز جدًا حتى الآن وكأن الناس كانت في سجن، وهذا السجن فُتح بابه، ولذلك نجد حماسًا كبيرًا، وهناك رغبة شديدة لدى الناس لتفريغ طاقاتهم المكبوتة، سواء من خلال الأعمال الخيرية أو التدريب أو المساهمة في مواكبة هذا النصر العظيم، وهذا الأمر يتطلب تعاونًا وثيقًا بين جميع الهيئات والمنظمات والفرق، بالإضافة إلى الهيئات الرسمية والعامة.
جودي يوسف