أفادت مراسلة حلب اليوم بأن قوات قسد في الحسكة تصادر الدراجات النارية للمدنيين، بعد الساعة الخامسة مساء، بحجة الحفاظ على الأمن، ثم تبيعها في مزادات علنية، بحسب أهالي المدينة.
أبو محمد، رجل في الخمسينات من عمره، يعتمد على دراجته النارية للتنقل من قريته إلى ناحية الهول يوميًا. يقول أبو محمد: “عملي يتطلب التنقل المستمر بين القرى، والدراجة هي الوسيلة الوحيدة التي أستطيع تحمل تكاليفها. قرار الحظر جعلني أعاني كثيرًا، والآن أخشى أن أفقد دراجتي إذا اضطررت للخروج بعد الساعة الخامسة. بيعها بالمزاد العلني يعد ظلمًا كبيرًا، فهي مصدر رزقي الوحيد.”
الدراجات النارية وسيلة حيوية للتنقل والعمل
تُعد الدراجات النارية وسيلة نقل أساسية في الحسكة والمناطق المحيطة بها، نظرًا لكونها اقتصادية وسهلة الاستخدام، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع تكاليف النقل العام والخاص.
الشاب أحمد، يعمل في المدينة، ويعيل ثلاثة أطفال، يشير إلى تأثير القرار على حياته اليومية:
“كنت أستأجر دراجة نارية للعودة من عملي بتكلفة لا تتجاوز 3000 ليرة سورية، أما الآن فاستئجار سيارة أجرة يكلفني أكثر من 20 ألف ليرة. إذا حُجِزَت الدراجة بعد الخامسة، أخسر عملي اليومي بالكامل. هذه القرارات زادت معاناتنا اليومية.”
تأثيرات اقتصادية واجتماعية واسعة
الدراجات النارية ليست مجرد وسيلة نقل، بل تشكل مصدر رزق لعدد كبير من سكان الحسكة. يعمل العديد من الشباب في خدمات التوصيل باستخدام الدراجات النارية، محمد العبد، أحد سائقي الدراجات النارية العاملين في التوصيل، يوضح:
“كنت أعمل في توصيل الطلبات بالدراجة النارية، وكانت تكاليف التشغيل بسيطة مقارنة بما أجنيه. الآن، بعد أن حُجزت دراجتي، وتم بيعها في مزاد علني، توقفت عن العمل بالكامل. الخيارات البديلة مكلفة، ولا أستطيع تحملها.”
ردود فعل الأهالي
لاقى القرار انتقادات واسعة من قبل السكان، وطالبوا الجهات المسؤولة بإعادة النظر فيه، خاصة في ظل غياب بدائل عملية وأقل تكلفة.
يقول أحد الأهالي: “إذا كان الهدف أمنيًا، فليتم تنظيم حملات لضمان سلامة المدينة، ولكن مصادرة الدراجات وبيعها بالمزاد العلني هو استغلال لمعاناتنا. الدراجات هي وسيلة رزقنا الوحيدة، وأي قرار يمسها يؤثر علينا مباشرة.”
تساؤلات مستمرة
في ظل استمرار حملة الحظر ومصادرة الدراجات، تبقى تساؤلات الأهالي قائمة: كيف يمكنهم التكيف مع هذا الوضع في ظل محدودية الدخل وغياب وسائل نقل بديلة ميسورة التكلفة؟ وهل ستتخذ السلطات خطوات لتخفيف العبء عن المواطنين، أم أن الأزمة ستستمر؟
تظل قضية حظر الدراجات النارية في الحسكة قضية شائكة، تحتاج إلى حلول متوازنة تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان، مع الحفاظ على الأمن العام الذي قد يكون السبب الأساسي وراء هذا القرار.