شهدت رابطة إعلاميي سوريا في 17/1/2025 انتخابات تأسيسية لاختيار قيادة تمثّل طموحات أعضائها، وتسعى لتطوير العمل الإعلامي.
المتحدث الرسمي في رابطة إعلاميي سوريا، عبد الكريم ليله، أكد في تصريحات خاصة لـ”حلب اليوم” أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الرابطة اليوم هو ضمان حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، باعتبارهما من أهم قيم الثورة السورية.
وأضاف أن الحفاظ على هذه القيم ضروري، خاصة مع استمرار وجود إعلاميين محسوبين على النظام السابق، الذين ساهموا في التحريض على قتل الشعب السوري وتبرير الجرائم التي ارتكبها.
وأشار إلى أن الرابطة تعمل على تجاوز هذه التحديات من خلال تنظيم العمل الإعلامي بشكل مهني وقانوني، مع الحفاظ على وحدة الرابطة وتماسكها، مستندة إلى رؤية أعضائها الذين كانوا من أوائل إعلاميي الثورة منذ عام 2011 وحتى اليوم.
وتحدث عبد الكريم عن دور الرابطة في إعداد جيل جديد من الإعلاميين يعكس قيم العدالة والمهنية، مشيرًا إلى أن الرابطة تضم نخبة من إعلاميي الثورة الذين جسدوا قيم المساواة والعدالة.
وشدد على أن المهنية في الصحافة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأخلاقياتها وميثاق شرفها، وأن الرابطة ستعمل على تعزيز هذه المبادئ بين المنتسبين الجدد من خلال ورش العمل والمحاضرات والندوات التدريبية.
وحول الأهداف الاستراتيجية، أوضح عبد الكريم أن الرابطة تسعى إلى: صون حرية الكلمة والصحافة، واستعادة الصحافة لدورها كسلطة رابعة مؤثرة في المجتمع، تنظيم العمل الإعلامي وحفظ حقوق الإعلاميين وضمان سلامتهم.
وأضاف أنه من الأهداف أيضاً مواجهة ظاهرة “المواطن الصحفي” وما تسببه من تشويش للمعلومة، وتقديم تدريبات للإعلاميين لمواكبة تطورات الإعلام الجديد، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي، والدفاع عن الإعلاميين الذين تعرضوا لانتهاكات أو ضغوط.
كما لفت إلى أن الإعلام السوري في المستقبل يجب أن يعكس صورة سوريا الجديدة، ملتزمًا بالمهنية، وأخلاقيات الصحافة، واحترام التنوع الثقافي والاجتماعي، وعبّر عن أمله في أن تستعيد الصحافة دورها في بناء الوعي وتعزيز قيم الحرية والمواطنة والسلم الأهلي.
وأكد على أهمية الشراكات مع المنظمات الدولية والجهات الإعلامية الكبرى، لافتًا إلى أن الرابطة تسعى لتوحيد الجهود السابقة وتنظيمها بما يخدم الإعلام السوري بشكل عام، كما أكد وجود خطط تدريبية مكثفة تهدف إلى تطوير قدرات الإعلاميين في مجالات الإعلام الجديد، إدارة المحتوى، والتقنيات الحديثة، بتمويل من جهات داعمة محلية ودولية.
وفي ختام تصريحاته، وجّه عبد الكريم رسالة إلى الإعلاميين الشباب قائلاً: “الرابطة هي مظلة تجمع الإعلاميين وتحمي حقوقهم، وتعمل على الارتقاء بمستوى الإعلام وتطويره. الانتساب إلى الرابطة يعزز موقفنا في الدفاع عن حقوق الإعلاميين وتنظيم العمل الإعلامي بما يخدم قضايا المجتمع السوري.”
وفي سياق متصل، كان وزير الإعلام السوري الجديد “محمد العمر” أكد في تصريحات صحفية أنه يعمل من أجل بناء إعلام حر، متعهداً بضمان حرية التعبير في بلد عانت فيه وسائل الإعلام لعقود من التقييد، في ظل حكم عائلة الأسد.
كما طمأن العمر مجموعة الصحفيين التي عملت خلال حكم بشار الأسد، لكنها رفضت أن تكون أدوات للتطبيع، ووعد بأنه سيجري استدعاءها لتعود إلى مواقعها، مضيفاً: كان هناك تقييد كبير لحرية الصحافة والتعبير عن رأي ورقابة من قبل النظام.
وتابع: “في المرحلة المقبلة نعمل على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية”.
وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا، يمثل الإعلام الحر صوت الشعب ومرآة المجتمع ومع استمرار جهود رابطة إعلاميي سوريا بعد التحرير، تظل الآمال معلقة على قدرة الإعلاميين السوريين على تحقيق التغيير الإيجابي والمساهمة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للبلاد.
جودي يوسف