أ.د. حسن الخطاف – أستاذ العقيدة والمنطق في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر
أنا ابن منبج، ومما لاحظتهُ أن بعض وجهاء عشائر منبج، أو ممن جعلوهم الناس وجهاء، أو ممن وجّهوا أنفسهم… يميلون حيث مال الهوى، والغريب أن بعض خطابات هذه العشائر بعيدة عن الواقع المقدور عليه من قبلهم، فهم في خطاباتهم وبياناتهم يتحدثون عن أشياء تعجز عنها الدول “كالمحافظة على التراب السوري، الدعوة إلى نبذ الظلم والكراهية على التراب السوري، تسليم الإدارة لأبناء منبج من غير إقصاء لأحد!؟ والغريب أيضا أن بعض العشائر تخرج بلافتات مكتوب عليها اسم العشيرة، ويظهر فيها بعض المسلحين، ولا أدري ما هو الغرض من هذا؟ هل هو إثبات وجود!؟ دعوا العشائر جانبا، فلو أنَّ كل عشيرة حكمت وأخذت حصة من البلد لكان حكم بشار أقلَّ ضررا منها، ومنذ أن ولدتُ لم أجد أدوارا اجتماعية للعشيرة، لم تجتمع – فيما أعلم- عشيرة يوما من الأيام لتزوج فلان؛ لأنه لا يملك مالا، ولم تجتمع لنُصرة مظلوم… وكانت في بعض الأحيان بمنطق” انصر أخاك ظالما أو مظلوما” ليس بفهم النبي عليه الصلاة والسلام، بل بمنطق الجاهلية.
المطلوب من عشائر منبج كنموذج لعشائر سورية أن تفعل ما هو ممكن، وليس أن يتكلم الوجيه أو نائبه لمجرد الكلام، ولا يعرف أحيانا عن ماذا يتكلم والمقترح – ويمكن الإضافة عليه- هو:
1. أن تحصر كل قبيلة شهداءها وتكفل أسرهم، ومن كان منهم مصابا أو معاقا أن تقدّم له النفقات من خلال صندوق تخصصه العشيرة لأبنائها، وما زاد منه تغطي شهداء العشائر المجاورة.
2. أن تخصص كل قبيلة بعضا من شبابها ممن تثق بهم للتطوع في الشرطة، والجيش التي يُعْلَن عنها من قبل الإدارة العامة، وإلا فمن أين تُغَطَّى الأرض السورية والدفاع عنها؟
3. أن تفضح كل قبيلة مِمَن كان شبيحا من غير مجاملة وخوف بعد التثبيت من التشبيح، فالوقوف مع الثورة هو دين وخُلُق، فالقضية هي قضية دماء سالت وأرواح زُهقت وأعراض انتُهكت، ومن يقدّم ولاء العشيرة على ولائه لله تعالى أذكره بقوله تعالى “قُلۡ إِن كَانَ آباؤكم وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ” ففضح الشبيحة إذا قصدنا به وجه الله هو محبة لله ورسوله وجهاد في سبيله.
4. أن يتم الإشادة والاهتمام بالثوار من أبناء كل عشيرة، وإبعاد التُّهم عنهم، والمحافظة عليهم وتقديمهم في المناسبات ليكون نموذجا للاقتداء.