وصلت أولى قوافل الجسر البري الإغاثي السعودي إلى سوريا يوم الاثنين 6\1\2025، عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، في خطوة إنسانية تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب السوري، تأتي هذه القافلة بعد نحو شهر من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، لتكون بداية لمرحلة جديدة من الدعم الإنساني في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.
تضمنت القافلة التي أشرف عليها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، 60 شاحنة تحمل أكثر من 540 طناً من المساعدات الإنسانية، وخلال هذه الفترة، وصلت الطائرة السعودية الثامنة إلى مطار دمشق الدولي، محملة بالمساعدات الإغاثية وعلى متنها الأجهزة الطبية والمواد الغذائية و الإيوائية، ضمن الجسر الجوي والبري الذي يدعم العمليات الإغاثية في سوريا، وأكد المتحدث باسم مركز الملك سلمان، سامر الجطيلي، أن هذه المساعدات هي جزء من خطة أكبر.
ستُوَزَّع المساعدات بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، والذي يملك قاعدة بيانات شاملة عن العوائل الأكثر احتياجاً لتلك المساعدات، وهو ما صرح به هائل عاصي مدير فرع الهلال الأحمر بحلب لقناة حلب اليوم، حيث قال: ” يُحَدَّد المستفيدون من المساعدات لضمان وصولها إلى الفئات الأكثر احتياجاً من خلال فرق التقييم والتسجيل التابعة للهلال الأحمر العربي السوري، والتي تمتلك قاعدة بيانات للعوائل الأكثر احتياجاً، ويتم تحديثها بشكل دوري وتحديد المعايير والأولويات”.
وأضاف عاصي في هذا السياق، أنه بعد تحديد العائلات الأكثر احتياجاً يُتَوَاصَل مع العائلات عن طريق إرسال رسالة نصية أو اتصال هاتفي أو إعلان لإعلامهم بموعد ومكان التوزيع قبل 24 ساعة من عملية التوزيع، وعند التوزيع يُشْرَح المعيار الذي تم من خلاله اختيار العائلات المستهدفة لاستلام المواد، بالإضافة للإعلان عن رقم للاستفسارات والشكاوى لتتمكن الأسر من تسجيل الشكاوى أو المراجعات، ويقوم فريق متخصص بمتابعتها لضمان الشفافية في أثناء عملية التوزيع.
وفي سؤاله عن كيفية التعامل مع المواد والأجهزة الطبية لضمان وصولها إلى المشافي والمراكز الصحية بشكل فوري؟ أجاب: “لدى الهلال الأحمر مشفى أطفال ومراكز طبية وعيادات متنقلة سيتم وضع هذه المواد والأجهزة الطبية لتخديم المراجعين في تلك المراكز بالإضافة لإمكانية دعم مراكز طبية أخرى تابعة لشركاء العمل الإنساني في المحافظة إن لزم الأمر”.
جاءت هذه المساعدات في وقت يواجه فيه القطاع الطبي في سوريا نقصاً حاداً في الأدوية والمعدات، بينما تستمر العائلات في تحمل أعباء اقتصادية ثقيلة؛ بسبب ارتفاع الأسعار وفقدان فرص العمل.
في سياق متصل شارك سامر الجطيلي في صفحته الشخصية على منصة إكس منشوراً محتواه “خلال 48 ساعة فقط من فتح التسجيل.. أكثر من 3000 متخصص سعودي وسعودية سجلوا في برنامج أمل للتطوع بسوريا للمساعدة في علاج الأشقاء السوريين”، يأتي ذلك ضمن حملات واسعة من مركز الملك سلمان للإغاثة، في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية، يُتوقع أن تكون المساعدات السعودية بداية لحملة دعم دولية أوسع، تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في المناطق المتضررة، ومع ذلك يتطلع السوريون إلى مبادرات تسهم في إعادة بناء الاقتصاد المحلي وإعادة الإعمار، بما يعيد للمواطنين القدرة على الاعتماد على أنفسهم.
تُعد هذه القافلة الإغاثية السعودية بداية لمرحلة جديدة من الدعم الإنساني، وسط آمال بأن تسهم في التخفيف من المعاناة اليومية للسوريين، ومع استمرار التحديات تبقى الحاجة ملحّة لتكاتف الجهود الدولية والمحلية لتحقيق تنمية مستدامة وإعادة بناء مستقبل أكثر إشراقاً لسوريا وشعبها.
هبة الله سليمان