اندلعت صباح اليوم الأربعاء اشتباكات عنيفة على محاور ريف حلب الغربي، بعد إطلاق الفصائل العسكرية عملية برية، ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة لها.
وشهدت المنطقة حركة نزوح واسعة للمدنيين جراء شنّ قوات الأسد قصفا عنيفا، بالمدفعية والصواريخ، بالإضافة للطيران الحربي، ما أدى لسقوط ضحايا.
وقالت الفصائل المشاركة في الهجوم إنها أطلقت عمليتها تلك ردا على حشودات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية بالمنطقة، ولمنع خطرهم على المدنيين.
وأكد مراسل حلب اليوم، أن الهجوم الذي بدأته الفصائل صباحا، يشمل كافة محاور ريف حلب الغربي، مبينا أنه لا معلومات حول وجود أي تقدم بري، حتى لحظة تحرير الخبر.
وكان من اللافت مشاركة الطيران الحربي التابع لقوات الأسد في قصف ريف حلب، بعد سنوات من توقفه عن العمل، مع مشاركة أضعف وتيرة للطيران الروسي.
وفي تعليقه على ذلك رأى المحلل الإستراتيجي والعسكري العقيد إسماعيل أيوب، في إفادته لموقع حلب اليوم، أن تلك الاشتباكات لا تدل على معركة كبيرة، حيث وضعها في إطار “المناوشات”.
واعتبر أن ما يجري حاليا هو أقرب ما يكون “لعرض العضلات بين الأطراف المتحاربة هناك”، ما لم تتطور الأمور إلى حد أبعد من المتوقع، لكنه لفت إلى الدور الأمريكي الذي رآه أساسيا بالمنطقة، حيث أن “واشنطن تمتلك التحكم بالملفات بعيدا عن الأطراف الضامنة في أستانا”.
وأكد أن الطيران الحربي التابع لقوات الأسد قديم ومتهالك وغير آمن، كما أن عدد الطائرات بات قليلا جدا، لذا فإن قوات الأسد تعتمد بشكل أساسي على القصف البري.
وأطلقت الفصائل اسم “ردع العدوان” على العملية العسكرية، مبينة أنها تأتي “رداً على حشودات الميليشيات الإيرانية وميليشيات حزب الله وقوات الأسد”، وقالت مصادر عسكرية إن الغاية منها إحباط مخططات الهجوم على ريف حلب.
يأتي ذلك بعد الحديث عن إطلاق معركة كبرى باتجاه مدينة حلب، حيث تبدو أهداف العملية اليوم أقل بكثير مما تم الحديث عنه خلال الأشهر الماضية، وفقا لما هو معلن حتى الآن، لكن محاور الهجوم توحي بأنه يتجه نحو المدينة.
ونقلت صفحات إعلامية مقربة من هيئة تحرير الشام عن “مصادر عسكرية” قولها إن “الحشود العسكرية للنظام المجرم تهدد أمن المناطق المحررة، وواجبنا الدفاع عن أهلنا في وجه هذا الخطر الوشيك الذي يستهدف وجودهم وأمانهم”.
وقال القيادي العسكري في “إدارة العمليات العسكرية” حسن عبد الغني إن إطلاق عملية “ردع العدوان” ضد قوات الأسد في ريف حلب الغربي يهدف إلى “كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشيات الأسد”.
واعلنت “إدارة العمليات العسكرية” الخاصة بالعملية تدمير دبابة والاستيلاء على دبابة وعربة “BMB” لقوات الأسد بالإضافة إلى إسقاط عدة مسيّرات على جبهة ريف حلب الغربي، كما نشرت مقطعا مصورا لفرار عدد من العناصر أمام ضربات الفصائل.
واستهدف القصف الصاروخي والمدفعي من قبل قوات الأسد مدينتي دارة عزة والأتارب غربي حلب، وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ إصابة 6 أشخاص على الأقل جراء القصف عليهما، إضافة لضرب العديد من القرى والبلدات حولهما، كما استهدفت أطراف مدينة إدلب الشرقية.
وأدى استهداف أحد المعاهد الخاصة بالأطفال في مدينة أريحا جنوب إدلب، لمقتل 3 أطفال وإصابة 14 آخرين في حصيلة أولية.
وشمل القصف المدفعي أيضا بلدات البارة ودير سنبل ومعربليت جنوبي إدلب، وقرى المشيك والقرقور وخربة الناقوس في منطقة سهل الغاب غربي حماة.
وأفاد مراسل حلب اليوم بإغلاق معبر الغزاوية الواقع بين دارة عزة وعفرين شمال حلب، وتحويل العبور باتجاه معبر دير بلوط الواقع قرب أطمة شمال إدلب المؤدي إلى جنديرس بريف عفرين، نتيجة القصف الصاروخي على بلدات ريف حلب الغربي.
من جانبه أعلن فريق “الاستجابة الطارئة” التابع للدفاع المدني السوري إطلاق عمليات إجلاء عاجلة للأسر من منازلها إلى مناطق آمنة نتيجة تصاعد القصف في مناطق إدلب وريف حلب الغربي، حيث خصص أرقاما للتواصل.