تشهد العديد من مناطق مدينة حلب منذ مطلع الأسبوع الفائت أزمة في خدمات الإنترنت، حيث يعاني السكان من بطء شديد في الاتصال، يصل في بعض الأحياء إلى انقطاع تام، ورغم أن الأزمة لم تؤدِ إلى توقف الأنشطة اليومية بشكل كامل، إلا أنها أثرت بشكل ظاهر على التعليم، التجارة، والتواصل الاجتماعي، مما خلق تحديات إضافية أمام الأهالي، وفقاً لمراسلة حلب اليوم.
التأثير في التعليم
تقول مراسلتنا، إن ضعف الإنترنت تسبب في عرقلة العملية التعليمية بشكل كبير، حيث يجد العديد من الطلاب صعوبة في متابعة دراستهم عبر الإنترنت، إذ نقلت مراسلتنا عن الطالبة الجامعية “رنا.ت” من حي “السبيل”، قولها: “أعاني منذ يوم السبت الفائت من بطء الشبكة الذي يجعل تحميل المحاضرات أمراً مرهقاً، ويؤخر متابعتي للدروس.
وتُضيف: “نحن بحاجة إلى التواصل المستمر مع زملائنا لإنجاز المشاريع الدراسية، ولكن ضعف الإنترنت يجعل الأمر صعباً للغاية، ويؤثر في سير دراستنا”.
التأثير في التجارة
تُشير مراسلتنا إلى أن أزمة الإنترنت أثّرت أيضاً على النشاط التجاري في المدينة، حيث يعتمد الكثير من أصحاب المحال والتجار على الإنترنت في أعمالهم اليومية، حيث روى الشاب “خالد.ص”، وهو صاحب محل موبايلات في حي “العزيزية” لحلب اليوم، قوله: “الإنترنت أساسي في تعاملاتنا التجارية، ومع هذه الأزمة تأخرت بعض الطلبات وتعقدت المعاملات، مؤكداً أن بطء الشبكة جعل من الصعب التواصل مع الزبائن وعرض المنتجات، مما أدى إلى تراجع المبيعات بشكل واضح من منتصف هذا الشهر”.
التأثير في الحياة الاجتماعية
بحسب مراسلتنا، امتد تأثير أزمة ضعف الإنترنت إلى الحياة الاجتماعية في حلب، حيث يعتمد الأهالي بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية للبقاء على اتصال مع أقاربهم وأصدقائهم، خاصة أولئك الذين يعيشون خارج المدينة، أو في دول أخرى.
أحمد.خ، من حي “الزبدية”، قال لحلب اليوم: “التواصل مع عائلتي وأصدقائي أصبح أمراً مرهقاً للغاية، فالمكالمات عبر التطبيقات تتقطع باستمرار، وأحياناً لا تعمل نهائياً، إذ أضاف هذا الانقطاع عبئاً نفسياً علينا، خاصة أننا نعيش ظروفاً صعبة، ونحتاج إلى الشعور بالارتباط بأحبائنا”
من جهتها، ذكرت فاطمة.خ، من حي “الشيخ مقصود”، ذكرت: “الإنترنت هو نافذتي الوحيدة للعالم الخارجي، حيث لا أخرج كثيراً من المنزل، ومع ضعف الشبكة، أصبحت الرسائل تصل متأخرة أو لا تصل أبداً، والمكالمات الصوتية تكاد تكون مستحيلة، فأنا أشعر وكأنني معزولة عن الجميع”.
وتؤكد مراسلتنا أن سكان مدينة حلب يعتمدون على الإنترنت كوسيلة أساسية للتواصل مع أحبائهم، خاصة في ظل النزوح والتهجير القسري الذي شهدته المدينة خلال السنوات الماضية، حيث أدّت الانقطاعات المتكررة إلى تعطل خطط تواصل الكثير من العائلات، وحرمتهم من الاطمئنان على أقاربهم في الخارج، كما أثر ضعف الإنترنت على قدرة الناس على تنظيم المناسبات الاجتماعية أو حتى المشاركة فيها عن بُعد.
ورغم استمرار ضعف خدمة الإنترنت منذ منتصف الشهر الجاري، لم تقدم شركات الاتصالات المشغلة، MTN وسيرياتيل، أي توضيحات رسمية عن أسباب هذه الأزمة أو موعد حلّها. ويُذكر أن سكان مدينة حلب يعتمدون بشكل تام على هاتين الشبكتين، مما يجعلهم بلا بدائل في ظل تردي الخدمة.
وفي ظل استمرار الأزمة، تتزايد مطالب سكان حلب بتحسين خدمات الإنترنت، حيث يعتبرون أن هذا المطلب ليس ترفاً، بل ضرورة حياتية، خصوصاً في عالم يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، إذ يأمل السكان أن تقوم شركات الاتصالات بحلول جذرية لهذه المشكلة، لتخفيف الأعباء المعيشية والاجتماعية عنهم، في وقت تتفاقم فيه الضغوط على مختلف جوانب حياتهم اليومية.