تواجه العاصمة السورية دمشق أزمة مواصلات خانقة تزداد تعقيداً يوما بعد يوم، ما يعرقل وصول الطلاب إلى مدارسهم في الوقت المحدد، فرغم مغادرتهم منازلهم قبل الموعد بساعة أو أكثر، يعجز العديد منهم عن تجنب التأخير، ما يشكل عبئًا نفسيًا وبدنيًا عليهم، ويؤثر سلبًا على أدائهم الدراسي، وفقاً لمراسلة حلب اليوم.
وبحسب مراسلتنا، فإنه ومع استمرار تفاقم المشكلة، بدأ بعض طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في دمشق بالاعتماد على الدراجات الهوائية (البسكليت) كحل بديل، إذ باتت الدراجات وسيلة تخفف معاناة التنقل اليومية، وتوفر الوقت والجهد في ظل الازدحام المروري الخانق.
وفي مقابلات أجرتها مراسلتنا مع عدد من الطلاب وأسرهم، عبّر بعضهم عن رضاهم باستخدام الدراجات، معتبرين أنها تساهم في توفير وقتهم، إضافة إلى كونها فرصة لممارسة الرياضة صباحًا.
وقال غسان.م، طالب في المرحلة الإعدادية؛ “أشعر بنشاط أكبر منذ بدأت استخدام الدراجة، حيث تساعدني على تجنب الازدحام والوصول إلى مدرستي بسرعة”.
من جانبها، تحدثت مروى، طالبة في المرحلة الثانوية من منطقة مساكن برزة، عن تجربتها مع الدراجة لحلب اليوم: “كنت أواجه صعوبة في الوصول إلى المدرسة بسبب ازدحام المواصلات، وكان ذلك يسبب لي التأخير، ولكن مع الدراجة، أصبحت الرحلة أكثر متعة، وأصل بسرعة ودون الشعور بالضغط”.
بينما يرى بعض الأهالي أن استخدام الدراجة هو خطوة إيجابية لتشجيع أبنائهم على الرياضة وتعزيز استقلاليتهم، حيث قالت أم فادي: “أحببت فكرة استخدام الدراجة؛ فهي تضمن وصول ابني بسرعة، وتساعده على تحسين لياقته البدنية”.
لكن في المقابل، لا يخلو الموضوع من القلق لدى بعض الأسر، خصوصاً مع غياب المسارات المخصصة للدراجات في شوارع دمشق. وقال أبو علاء، أحد الآباء: “أخشى أن يتعرض ابني لحادث على الطرقات المزدحمة، فلا توجد مسارات آمنة للدراجات”.
ورغم ذلك، يبدو أن أزمة المواصلات في دمشق قد فتحت الباب أمام ثقافة جديدة لاستخدام الدراجات، لكن تبقى المخاوف قائمة في ظل غياب البنية التحتية المناسبة.