يعيش سكان حي النباعي في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي أزمة متفاقمة في نقص مياه الشرب نتيجة انقطاع المياه عن الشبكة الرئيسية، دون حلول ملموسة من الجهات المعنية.
وبحسب مراسل حلب اليوم في دير الزور، يضطر الأهالي إلى الاعتماد على صهاريج مياه غير خاضعة للرقابة، ما يزيد أعباءهم المعيشية في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.
تقول راما. ن، وهي إحدى سكان الحي، لـ”حلب اليوم”، إن السكان جميعهم في الحي يعتمدون على صهاريج المياه التي تُعَبَّأ من مناهل القرى المجاورة.
وأشارت إلى أن سعر الصهريج الواحد، بسعة عشرة براميل، يبلغ 60 ألف ليرة سورية (حوالي 4.5 دولار أمريكي)، حيث يضطر الأهالي إلى شراء صهريج أسبوعي، ما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا.
وتعمل راما، وفقًا لمراسلنا، بشكل موسمي في الزراعة، وتتقاضى دخلًا متقطعًا، لا يتناسب مع تكاليف شراء المياه المتزايدة، إذ لا يتجاوز دخلها الشهري مليون ليرة، في حين لا تتجاوز أجرة العامل اليومي في المنطقة 35 ألف ليرة.
وأوضحت راما أن الأهالي يضطرون لدفع هذه المبالغ على صهاريج المياه؛ بسبب عدم وجود جهة رقابية تتابع مسألة النظافة أو التسعيرة، مما يتيح لأصحاب الصهاريج التحكم بالأسعار وفق مصالحهم.
وأشارت إلى أنه في حالات الضرورة، خاصة في المساء حين تنفد المياه بشكل مفاجئ، يُضطر الأهالي إلى دفع مبلغ يصل إلى 75 ألف ليرة مقابل الصهريج، نظرًا لاستغلال بعض أصحاب الصهاريج لحاجة السكان الملحّة للمياه.
من جهته، أفاد محمد، أحد وجهاء الحي، لـ”حلب اليوم”، بأن الأهالي توجهوا إلى المجلس المحلي في مدينة هجين وطالبوا عدّة منظمات محلية بإيجاد حلول لأزمة المياه، إلا أنهم لم يتلقوا استجابة حتى الآن.
وأشار محمد إلى أنه، مع عدد من وجهاء الحي، ناشدوا جميع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية في المنطقة بضرورة إيجاد حلول مستدامة، مثل حفر آبار في القرية أو توفير مصادر مائية بديلة بأسعار مناسبة لتخفيف العبء المالي عن السكان، وضمان استمرارية توفر المياه بتكلفة معقولة.
وبحسب مراسلنا، فإن مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي، التي يقطنها حوالي 80 ألف نسمة، تعتمد على ثلاث محطات رئيسية لتصفية وتحلية المياه، وهي المحطة الشرقية، والمحطة الجنوبية، ومحطة الوسط، وأكبرها محطة “حوامة”، لافتاً إلى أن جميع هذه المحطات تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة المعارك العنيفة التي شهدتها المدينة، حيث كانت معقلًا لتنظيم الدولة قبل خسارته لها.
ونوّه مراسلنا إلى أن المحطة الأولى دُمّرت بالكامل، والثانية تضررت جزئيًا، بينما المحطة الثالثة لا تزال معطلة، وتحتاج إلى صيانة شاملة، إضافة إلى تضرر شبكات توزيع المياه في معظم الأحياء.
بدوره، أوضح فؤاد. ن، وهو عامل سابق في محطة “أبو الحسن”، أن كل محطة تخدم منطقة معينة بشكل مستقل داخل هجين، وأن “مشروع هجين”، التابع لمجلس دير الزور المدني، يعمل حاليًا على إعادة تأهيل محطة الوسط التي تتطلب استبدال مضخات وصيانة واسعة النطاق.
وأضاف أن المشروع يحتاج إلى تمويل ودعم كبيرين لإتمامه، مؤكدًا أن الحلول الحالية، حتى مع الدعم المالي، لن تكون شاملة، بل ستخفف فقط من معاناة السكان في بعض المناطق.
يُذكر أن تضرر محطات المياه وشبكات التوزيع في المدينة دفع بعدد من التجار إلى القيام بمشاريع خاصة من خلال إنشاء محطات لتنقية وتحلية المياه، وبيعها للأهالي بأسعار مرتفعة.