أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن غضبه من العملية التي شنّها عناصر حزب العمال الكردستاني pkk، منذ أيام، قرب العاصمة أنقرة، معتبرا أن السعي لمكافحة فرع الحزب في شمال شرق سوريا المتمثل بقوات قسد، يتطلب مزيدا من الجهود باتجاه التطبيع مع سلطة الأسد.
وكانت مجموعة تابعة لحزب العمال الكردستاني pkk، قد نفذت هجوما مفاجئا يوم الأربعاء الفائت، داخل مقر لشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش”، ما تسبب بمقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين.
وقال أردوغان في تصريحات للصحفيين على متن طائرة عائدة من مدينة قازان الروسية، عقب مشاركته في قمة بريكس، يوم الجمعة الفائت، إنه سيفعل “ما تقتضيه الضرورة” في سوريا، من أجل “القضاء على الإرهاب من منبعه” فيها، مع مواصلة العمل شمال العراق.
كما أكد أنه ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مسألة لقاء الأسد، معتبرا أنها ستكون مفيدة في إطار محاربة “التنظيمات الإرهابية” المرتبطة بحزب العمال المحظور.
وحول ذلك يرى المحلل الإستراتيجي والعسكري العقيد إسماعيل أيوب، في حديثه لموقع حلب اليوم، أن الرئيس التركي ينظر إلى الأمر من وجهة نظر أمن قومي، “فإذا كانت هناك دولة في سوريا، فإن أنقرة ليس باستطاعتها أن تغير تلك الدولة أو أن تغير بشار الأسد، وتعلم أن أمريكا تضغط عليها من خلال قسد التي جلبتها إلى الحدود التركية – السورية التي يبلغ طولها مئات الكيلومترات”.
أما الكاتب والمحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، فيؤكد أن بلاده تبحث من خلال جهود التطبيع عن الجانب القانوني والسياسي الذي يمكنها من معالجة المسألة جذريا.
وأكد أردوغان أنه طلب من بوتين، اتخاذ خطوات لضمان استجابة الأسد، للدعوة التركية بمسار تطبيع العلاقات، مضيفا أنه ناقش معه قضية سوريا خلال مشاركته بقمة مجموعة “بريكس” في قازان على مدار يومين.
وبشأن ملف التطبيع، قال أردوغان: “منذ البداية أكدنا دائمًا أننا نؤيد حماية سلامة الأراضي السورية، وإرساء سلام دائم وعادل في جوارنا، بالإضافة إلى حماية حدودنا”، متعهدا بـ”مواصلة المعركة ضد المسلحين حتى النهاية”، ومؤكدا أن “تركيا ستواصل أعمالها لاجتثاث الإرهاب من جذوره، وإن كان ذلك بسوريا فسنفعل ما نراه لازما”.
ويرى أيوب في مسعى أردوغان “مصلحة تركية أكثر من كونها مصلحة مناطقية، فهي ليست في مصلحة الشعب السوري المهجر في تركيا أو القاطنين في الشمال السوري، هي مصلحة تركية بالدرجة الأولى، وفي حال عودة سلطة الأسد وسيطرتها على هذه المناطق تصبح حماية الحدود على عاتق “الجيش السوري”، بما في ذلك مكافحة قسد”.
وبحسب العقيد فإن تركيا “تريد أن تستريح قليلا من هذه المنطقة، وإذا حصل أي خرق أمني تحاسب “الدولة السورية”، ومن هنا يُنظر إلى موضوع التقارب ليس كقيمة مضافة تركية إنما كتحقيق مصلحة”.
وذكر الرئيس التركي، أن هذا الموقف “يعكس دورًا في محاربة “المنظمات الإرهابية” دون تمييز”، وتابع، “توقعاتنا الأساسية هي أن تفهم الإدارة السورية الفوائد التي سيوفرها لها التطبيع الصادق والواقعي مع تركيا، وتتخذ الخطوات وفقًا لذلك”.
وحول الفائدة العملية من التطبيع، قال كاتب أغلو لموقع حلب اليوم، إنه “يجب أن يكون هناك تنسيق لتركيا مع سلطة الأسد الموجودة في سوريا والتعاون معها تماما على غرار التنسيق الذي تم مع حكومة العراق، حيث تجاوبت الحكومة المركزية في بغداد باعتبار بي كا كا منظمة محظورة وغير مرغوب فيها، وأيضا قامت بخطوات لضبط الحدود المشتركة”.
وتعمل الحكومة في العراق على “محاولة تأمين الحدود لمنع التسلل والتهديدات من قبل هذه المنظمات تجاه تركيا”، وهذا ما تريده أنقرة في سوريا أيضا، بحسب الكاتب التركي.
من جانبه قال المحلل السياسي التركي مهند أوغلو ، إنه لا يمكن لسلطة الأسد أن تقوم بأي تحرك، “لأنها أوهن من ذلك، ولأن التعليمات التي تتلقاها ترفض بقوة أي تحرك ضد قسد في شرق الفرات، بأوامر إيرانية وأمريكية وباتفاقات مع روسيا”.
لكن ما يهم أنقرة في كل هذا – بحسب المحلل السياسي التركي – هو العمق الخاص بملف أمنها القومي، الذي يمتد لمسافة من 30 إلى 50 كلم، وهذا يتطلب تفاهمات مع روسيا وسلطة الأسد.
واعتبر أردوغان في تصريحاته أمس الأول، أن هناك عدم استقرار في المنطقة التي تراكمت فيها “التنظيمات الإرهابية” وأصحاب “النيات القذرة”، موضحًا أن الطريقة الوحيدة لتفريقهم هي “تجفيف المستنقع”.
وقال: “تحدثنا مع بوتين حول كل هذه القضايا ووجهات نظرنا وتوقعاتنا، طالبنا السيد بوتين باتخاذ خطوات لضمان استجابة بشار الأسد لندائنا، هل سيوجه بوتين أي نداء للأسد لاتخاذ خطوة؟ نترك ذلك للوقت”، مشيرًا إلى أن “الكل يعرف نفوذ روسيا على الإدارة السورية”، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد عقد لقاء مع سفير الولايات المتحدة السابق في أنقرة، جون باس، في أيلول الماضي، لبحث عملية التطبيع التركية المحتملة مع الأسد، وذكرت مصادر أمريكية أن السفير أكد تمسك واشنطن برفض التطبيع.
ودعا أردوغان في تصريحاته الأخيرة واشنطن لرفع يدها عن دعم قسد، في شمال شرق سوريا، موضحا أنها لن تستمر بدون ذلك الدعم.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد تأكيده أن مرتكبي هجوم أنقرة تسللوا إلى بلاده من الأراضي السورية.
وتساءل أيوب: “ما هي القيمة المضافة التي سيجنيها أردوغان من التصالح مع الأسد؟”، مؤكدا أن الأخير “لم يبق لديه شاء يتاجر به، ليس لديه نفط ولا غاز ولا تجارة ولا زراعة ليست لديه صناعة ولا سياحة ولا أي شيء من مقومات الدولة، فهو عبارة عن نظام كرتوني يقبع في دمشق على هيئة حكومة؛ لا أكثر ولا أقل”.
ولكن “ما ترغب فيه تركيا به بمعزل عن التصريحات الإعلامية، هو أن تكون هناك دولة على الطرف الآخر من الحدود من أجل تطبيق اتفاق أضنة وضمان أمن الحدود من الجهة المقابلة.. ومن ثم فإن تجديد أردوغان دعوته للأسد من أجل التصالح تعني أن يضع الموبقات التي تحصل على الطرف الآخر من الحدود في رقبته، فيصبح من واجبه مكافحة الحركات المسلحة هناك التي تؤذي الأمن القومي التركي، والتي تضع الجيش التركي في حالة استعداد دائم طيلة الوقت”، وفقا للعقيد السوري.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت صباح اليوم الأحد، “تحييد” 15 عنصرًا من قسد في مناطق عمليات “درع الفرات ونبع السلام” ومنبج شمالي سوريا.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد عقد لقاء مع سفير الولايات المتحدة السابق في أنقرة، جون باس، في أيلول الماضي، لبحث عملية التطبيع التركية المحتملة مع الأسد، وذكرت مصادر أمريكية أن السفير أكد تمسك واشنطن برفض التطبيع.
ودعا أردوغان في تصريحاته الأخيرة واشنطن لرفع يدها عن دعم قسد، في شمال شرق سوريا، موضحا أنها لن تستمر بدون ذلك الدعم.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد تأكيده أن مرتكبي هجوم أنقرة تسللوا إلى بلاده من الأراضي السورية.
وتساءل أيوب: “ما هي القيمة المضافة التي سيجنيها أردوغان من التصالح مع الأسد؟”، مؤكدا أن الأخير “لم يبق لديه شاء يتاجر به، ليس لديه نفط ولا غاز ولا تجارة ولا زراعة ليست لديه صناعة ولا سياحة ولا أي شيء من مقومات الدولة، فهو عبارة عن نظام كرتوني يقبع في دمشق على هيئة حكومة؛ لا أكثر ولا أقل”.
ولكن “ما ترغب فيه تركيا به بمعزل عن التصريحات الإعلامية، هو أن تكون هناك دولة على الطرف الآخر من الحدود من أجل تطبيق اتفاق أضنة وضمان أمن الحدود من الجهة المقابلة.. ومن ثم فإن تجديد أردوغان دعوته للأسد من أجل التصالح تعني أن يضع الموبقات التي تحصل على الطرف الآخر من الحدود في رقبته، فيصبح من واجبه مكافحة الحركات المسلحة هناك التي تؤذي الأمن القومي التركي، والتي تضع الجيش التركي في حالة استعداد دائم طيلة الوقت”، وفقا للعقيد السوري.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت صباح اليوم الأحد، “تحييد” 15 عنصرًا من قسد في مناطق عمليات “درع الفرات ونبع السلام” ومنبج شمالي سوريا.