يعاني سكان بعض أحياء مدينة القامشلي بريف الحسكة الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، من انقطاع متكرر في المياه، مما يزيد معاناة الأهالي الذين باتوا يلجؤون إلى حلول غير صحية لتأمين مياه الشرب، في ظل غياب حلول جذرية لهذه المشكلة.
تقول مراسلة حلب اليوم في القامشلي، إن حي الهلالية يعاني توقف ضخ المياه إلى المنازل منذ أشهر عدّة، مما أجبر الأهالي على شراء المياه من الصهاريج بتكاليف باهظة تفوق قدرتهم المادية.
وأوضحت أن تكلفة تعبئة خزان بسعة خمسة براميل وصلت إلى 100 ألف ليرة سورية، ما وضع الأسر تحت ضغط مالي لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وتشير مراسلتنا إلى أن وضع المياه كان سيئاً أساساً قبيل انقطاعها بالكامل عن أحياء المدينة، حيث كان السكان يحصلون على المياه لمدة ساعتين فقط كل يومين، كما أن موعد ضخ المياه وقتها لم يكن معروفاً، إذ كان يضطر الكثيرون للسهر ليلاً في انتظار قدومها.
لا مياه منذ 10 سنوات
في حي حلكو، تؤكد مراسلتنا أن سكانه يعيشون وضعاً أكثر سوءاً عن باقي أحياء المدينة، إذ لم تصل المياه لأكثر من 70 منزلاً في الحي منذ أكثر من عشر سنوات، ولذلك يعتمد أهالي الحي على استخدام مياه “الآبار السطحية” غير الصالحة للشرب (لا يتجاوز عمق البئر ثلاثة أمتار)، بهدف تلبية احتياجاتهم اليومية بها.
لكن هذه الآبار ليست حلاً فعّالاً، وفقاً لشهادات سكان الحي الذين قابلتهم مراسلتنا، الذين أجمعوا على أن المياه المستخرجة من الآبار السطحية تحتوي على نسبة عالية من الكلس، وأنها أساساً غير صالحة للشرب أو الطبخ، وأنهم يعتمدون منذ سنوات على صهاريج المياه لتأمين مياه الشرب.
بدوره، يروي المسن “فيصل.ن” (56 عاماً) لحلب اليوم، أن قضية انقطاع المياه وإيصالها لساعات قليلة هي أساساً مشكلة قديمة عمرها ما يزيد عن 6 سنوات، ودون معرفة السبب، حيث تصل المياه إلى مدة ساعة أو ساعتين فقط إلى منازل الحي، وهي مدة غير كافية لتغطية احتياجات كل منزل، ما يضطرهم إلى تقنين استخدامها.
وفي حيي السياحي والموظفين، لجأ العديد من السكان إلى حفر آبار سطحية بجوار المباني السكنية، وفقاً لمراسلتنا التي أكّدت عدم قدرة العائلات على حفر آبار ارتوازية خاصة بهم، ولذلك تجد سكان الحيين مجبرين على شراء المياه بتكاليف باهظة عبر الصهاريج أو العلب البلاستيكية.
ورغم الشكاوى المتكررة من الأهالي على مشكلة انقطاع المياه في مدينة القامشلي، إلا أن دائرة المياه التابعة للإدارة الذاتية (الواجهة المدنية لقوات سوريا الديمقراطية)، لم تتمكن حتى اليوم من تقديم حلول جذرية لهذه الأزمة، مما يجعل معاناة السكان في تزايد مستمر، وفقا لمراسلتنا.