اشتكى طلاب الجامعات في مدينة دمشق من سوء الخدمات المقدمة في السكن الجامعي، والتي فرضت عليهم تحمل ظروف معيشية صعبة، خاصةً في ظل ارتفاع تكاليف الإيجارات في المدينة.
وبحسب مراسلة حلب اليوم في دمشق، فإن المشكلات تتجلى في نقص المياه، وضيق الغرف، وتردي خدمة الكهرباء، إضافة إلى الارتفاع الكبير في تكاليف الإيجارات، والذي انعكس سلباً على حياتهم اليومية وأدائهم الأكاديمي.
نقص المياه
ريم.م، طالبة في السنة الثالثة في كلية العلوم، تحدثت لحلب اليوم عن أزمة نقص المياه في السكن الجامعي بدمشق. قالت: “نحن نعيش في حالة من القلق الدائم بشأن توفر الماء. في بعض الأيام، يمكن أن يمر اليوم بالكامل دون أي مياه، مما يؤثر بشكل كبير على أبسط جوانب حياتنا. على سبيل المثال، لا نستطيع الاستحمام بشكل منتظم أو تنظيف ملابسنا، وهو ما يؤثر في نظافتنا الشخصية.”
وأضافت: “في فصل الصيف، يصبح الأمر أكثر صعوبة، حيث تجعل الحرارة المرتفعة حاجتنا إلى شرب الماء بشكل مستمر، ولكن نقصه يجعل من الصعب علينا التكيف. نحن نضطر أحياناً لشراء المياه من السوق، وهو ما يمثل عبئاً إضافياً على ميزانيتنا المحدودة أساساً.”
كما أشارت ريم إلى تأثير نقص المياه على صحتها وراحتها النفسية، قائلةً: “نقص المياه يؤثر أيضاً على صحتنا. في بعض الأحيان نواجه مشاكل جلدية مثل الحكة؛ بسبب عدم القدرة على الاستحمام بشكل منتظم، كما أن القلق الدائم بشأن توفر الماء يضيف ضغطاً نفسياً، مما يؤثر في قدرتنا على التركيز على دراستنا.”
ضيق الغرف يفاقم معاناة الطلاب
بدوره، عبر الطالب محمود.ف، وهو طالب في السنة الثانية من كلية الهندسة المدنية، لقناة حلب اليوم عن معاناته من ضيق الغرف والاكتظاظ الكبير في غُرف السكن الجامعي.
وقال: “الغرف التي نعيش فيها ضيقة للغاية، حيث يسكن في كل غرفة خمسة طلاب، وهو ما يجعل المساحة المتاحة لكل شخص ضئيلة جداً. نحن نعيش في ظروف غير مريحة، ومع وجود هذا العدد الكبير من الطلاب في نفس الغرفة، يصبح من الصعب علينا التحرك بحرية.”
وتابع محمود متحدثاً عن الصعوبات اليومية التي يواجهها بسبب ضيق الغرف: “العدد الكبير من الطلاب في كل غرفة يعني أننا نعيش في ظروف غير مريحة. لا نستطيع تنظيم أغراضنا بشكل مناسب، مما يتسبب في فوضى دائمة. كما أن عدم وجود مساحة كافية للجلوس أو الدراسة يجعل من الصعب التركيز على دراستنا.”
وأشار إلى تأثير هذا الوضع على حياته الدراسية: “عندما نحاول الدراسة، نجد أنفسنا مضطرين للجلوس على الأرض، وهذا يؤثر في قدرتنا على التركيز، ويجعل من الصعب علينا أداء واجباتنا الدراسية بشكل فعال. بعض الطلاب يتعاملون مع هذه الصعوبات بطرق مختلفة، مثل الذهاب إلى حديقة السكن.”
كما أضاف محمود أن الاكتظاظ في الغرف يؤثر في راحة النوم أيضاً، منوّهاً إلى أن الضوضاء الناتجة عن وجود خمسة أشخاص في الغرفة نفسها تؤثر في النوم، فلا يحصلون في معظم الأحيان على قسط كافٍ من الراحة.
الانقطاعات المتكررة للكهرباء
وعن هذه المشكلة أيضاً، التقت حلب اليوم مع سامر.ق، وهو طالب في السنة الرابعة من كلية الهندسة الكهربائية، وقال: “بالنسبة للكهرباء، فهي تنقطع على نحو متكرر في السكن الجامعي، وأحياناً تصل فترة الانقطاع إلى 10 ساعات يومياً، ما يجعل من الصعب علينا أداء المهام الأساسية، مثل استخدام الحواسيب للدراسة أو الحصول على الإضاءة الضرورية.”
وأضاف سامر أن الانقطاعات تؤدي إلى اضطراب في أوقات الدراسة والراحة: “عندما تنقطع الكهرباء، لا نستطيع شحن أجهزتنا الإلكترونية، مثل الحواسيب المحمولة أو الهواتف، مما يتسبب في تعطيل دراستنا وبحوثنا. زيادة على ذلك، يصبح من الصعب علينا الدراسة في أوقات المساء؛ بسبب عدم توفر الإضاءة المناسبة.”
وأشار سامر إلى تأثير هذه المشكلة على جودة حياته بشكل عام، قائلاً: “الانقطاعات المتكررة في الكهرباء تؤدي أيضاً إلى مشاكل أخرى مثل فقدان الطعام المخزن في الثلاجات، مما يضيف عبئاً إضافياً على ميزانيتنا المحدودة، كما أن الوضع يجعل من الصعب علينا النوم على نحو مريح، حيث إن انقطاع الكهرباء يؤثر في تشغيل المراوح.”
هذا ويؤكد جميع الطلاب الذين قابلتهم حلب اليوم في السكن الجامعي، أيضاً، على عدم قدرتهم على استئجار منزل في مدينة دمشق؛ بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات وقد يتجاوز إيجار المنزل مليون ونصف ليرة سورية على أقل تقدير. ويؤكدون جميعهم أنهم أوفر حظاً من غيرهم، إذ تمكنوا من الحصول على غرفة داخل السكن الجامعي.
وتضم جامعة دمشق 18 كلية في الإدارة المركزية، ويتبع لها 3 فروع في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.