شهدت مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي مساء السبت توتراً أمنياً ملحوظاً بعد قيام عناصر من أجهزة المخابرات التابعة لسلطة الأسد بتسيير دورية مشتركة داخل الأحياء السكنية، مما أدى إلى تصاعد حالة الغضب بين الأهالي.
وبحسب مراسل حلب اليوم في حمص، فإن الدورية الأمنية تحركت على مرحلتين، المرحلة الأولى كانت في وقت الظهيرة، حيث دخلت قوة مؤلفة من سبع سيارات بيك آب مزودة برشاشات دوشكا، وعلى متنها عناصر من مختلف أفرع المخابرات، حيث جابت هذه القوة شوارع المدينة دون أن تلقى أي اعتراض من قبل السكان.
لكن مع حلول المساء، عادت الدورية إلى المدينة مرة أخرى، ما أثار حفيظة الشباب الذين تجمعوا حول عناصر الدورية وطالبوهم بمغادرة المدينة فوراً، محذرين من التصعيد إذا استمر تواجدهم، وفقا لمراسلنا.
وفي تصريح خاص لـ حلب اليوم، أوضح “م.س”، أحد أبناء المدينة، أن تسيير الدورية في مرحلتين يمثل استفزازاً واضحاً للأهالي الذين خضعوا لتسوية سابقة وقاموا بتسليم أسلحتهم للجنة العسكرية وفقاً للاتفاق الذي عُقد بين اللواء حسام لوقا، رئيس شعبة المخابرات العامة، ووجهاء المدينة. وأضاف أن الأهالي التزموا بكافة تعليمات اللجنة الأمنية والعسكرية التي يترأسها اللواء أحمد معلا في حمص، إلا أن الأجهزة الأمنية خرقت الاتفاق الذي ينص على عدم دخول دورياتهم إلى المدينة أو مضايقة الأهالي بعد انتهاء التسويات.
شهود عيان أكدوا لـ حلب اليوم أن عناصر الدورية اتجهوا نحو مركز ناحية تلبيسة بعد تجمع العشرات من الأهالي بالقرب منهم، حيث تدخل عدد من وجهاء المدينة لتهدئة الوضع، وطالبوا قوات الأمن بالانسحاب لتجنب حدوث مواجهات مباشرة مع السكان الذين يرفضون دخول الأمن إلى مدينتهم.
أحد أصحاب المحلات التجارية في تلبيسة، “ج.ك”، قال لحلب اليوم إن المدينة التزمت بتعليمات التسوية بشكل كامل، بما في ذلك عدم الاقتراب من أوتوستراد حمص-حماة M5 وضمان سلامة القوافل التجارية وإنهاء ظاهرة الخطف والسلب، ومع ذلك، فإن تسيير الدوريات داخل المدينة يؤكد على تراجع لجنة التسويات عن وعودها بعدم دخول القوات إلى المدينة والاكتفاء بحماية أطراف الأوتوستراد.
وطالب عدد من أبناء تلبيسة وجهاء المدينة بالتواصل مع اللواء حسام لوقا والضغط عليه لتنفيذ تعهداته، وإلا فإن الأهالي سيتصدون لأي دخول للقوات الأمنية مستقبلاً، ما قد يؤدي إلى عودة الاشتباكات إلى المدينة.
يُذكر أن مدينة تلبيسة شهدت يوم الخميس الفائت حملة أمنية واسعة النطاق، هي الأكبر منذ عام 2018، بمشاركة عناصر من الفرقة 25 مهام خاصة، والفرقة 18، بالإضافة إلى عناصر من أفرع المخابرات، إذ شملت الحملة تمشيط المدينة والأحياء السكنية، لكنها لم تسفر عن العثور على مستودعات الأسلحة التي ادعت الأجهزة الأمنية وجودها.