سلطة الأسد وخيبات كثيرة في كل المناسبات الرياضية، وفي كل تصفيات أو بطولة يشارك فيها منتخب كرة القدم، المعروف بـ “منتخب البراميل”، حيث فشل في كل المسابقات التي خاضها.
ورغم الوضع الاقتصادي المصعب والإفلاس الذي تحدث عنه كثير من المسؤولين في سلطة الأسد بشكل غير مباشر، وحالات الفساد المنتشر في كثير من المؤسسات هناك، إلّا أن اتحاد الكرة التابع لسلطة الأسد أعلن عن تعيين المدرب الإسباني خوسيه لانا (49 عاماً)، لقيادة المنتخب الأول خلفا للأرجنتيني هيكتور كوبر، وفقا لما ذكره في بيان مقتضب على “فيسبوك”.
وكان كوبر قد أقليل من منصبه كمدير فني لمنتخب سلطة الأسد، بعد فشله في التأهل إلى الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم عقب الخسارة من المنتخب الياباني بنتيجة 5 أهداف دون مقابل في الجولة الأخيرة من منافسات الدور الثاني بتصفيات مونديال 2026 وأيضاً منافسات كأس آسيا 2027.
الصحفي الرياضي محمد المضحي قال لموقع حلب اليوم “لا أعرف إن كان المدرب الإسباني (خوسيه لانا) يعلم خطورة الخطوة التي قام بها، أرقام المدرب الإسباني في عالم التدريب مثالية، حيث أحرز بطولة أوروبا تحت 19 عام، ثم يذهب لتدريب منتخب متوسط التصنيف أو متواضع مثل منتخب النظام، هذا يعطي مؤشر بوجود خلل في تقدير المدرب وطاقمه”.
وأضاف المضحي “يبدو أن لانا لا يعرف الكثير عن المنتخب السوري وما حدث لمن سبقوه، مثل التونسي نبيل معلول والأرجنتيني هيكتور كوبر، وما هي الصعوبات التي واجهتهما في فترات تدريبهما منتخب النظام، وما ترتب عليها من مشاكل شخصية بالنسبة لكل منهما”.
وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي تعانيها مناطق سلطة الأسد، وصعوبات المعيشة وما يترتب عليها من مشكلات اجتماعية، وأيضاً حالات الفساد المنتشرة في معظم المؤسسات التابعة للأسد بشكل عام والرياضية بشكل خاص، فإن البعض يرى تعاقد الاتحاد الرياضي التابع لسلطة الأسد مع مدرب أجنبي هو تعبير عن اللامبالاة الحقيقية.
المضحي علق على هذه النقطة في حديثه لحلب اليوم “المشكلة هي الفساد الإداري وما يترتب عليه من أنواع الفساد الأخرى في الاتحاد الرياضي التابع للنظام، وهذا الفساد هو المتسبب بتراجع الرياضة السورية بشكل عام، الأمر ليس جديد وهذا كان يحدث باستمرار منذ عقود من الزمن”.
وأضاف الصحفي الرياضي “من المضحك جداً، أن المدرب التونسي نبيل معلول ترك منصبه كمدير فني للمنتخب السوري التابع للنظام بسبب عدم استلام مستحقاته المالية، وأيضاً يُقال إن المرب الأرجنتيني هيكتور كوبر لم يستلم نصف مستحقاته، وأتوقع أن المدرب الإسباني سيقع بنفس الفخ، حقيقةً، الفساد منتشر في الاتحاد الرياضي ككل وليس فقط بكرة القدم”.
وفي ظل الصعوبات الاقتصادية وشبه الانهيار الذي تعيشه سلطة الأسد، تحاول تلميع واجهاتها أما العالم من جهة ومؤيديها من جهة أخرى، في البحث عن استعراض في أماكن من السلطة ليست ذات أولوية، خاصة وأن الأهالي الساكنين في مناطق الأسد، لا يرون الكهرباء إلّا ساعة على مدار اليوم، كما أن الأسعار في أعلى مستوياتها وكثير من السلع مفقودة من الأسواق، ناهيك عن الابتزاز والرشى والفساد في كافة المناحي الاقتصادية.