خاص | حلب اليوم
تعاني مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي من تحديات كبيرة تتعلق بارتفاع إيجارات المنازل المعروضة في المكاتب العقارية.
تعاني مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي من تحديات كبيرة تتعلق بارتفاع إيجارات المنازل المعروضة في المكاتب العقارية.
يُعد هذا الارتفاع ظاهرة تؤثر في سكان المدينة، وتعمل على زيادة الضغوط المالية والاقتصادية على الأسر،
يعود الارتفاع في الإيجارات إلى عدة عوامل منها التغيرات الاقتصادية والسياسية بالإضافة لوجود الجامعات والمرافق الحكومية والمؤسسات الاجتماعية الموجودة داخل المدينة، بالتالي الخضوع لقانون العرض والطلب.
يقول عبد الهادي صالو مالك أحد المكاتب العقارية في المدينة أن المكاتب العقارية تؤدي دورًا كبيرًا في تحديد أسعار إيجارات المنازل، ولكن لا يوجد لهذه المكاتب نقابة عامة تضع قانونين تلزم أصحاب المكاتب بنظام وقانون معيّن مشيرًا إلى أن المجالس المحلية لا تضع غير رسوم ثانوية عليهم، أما مؤسسات الحكومة المؤقتة المختلفة فلا تقف عند مسؤوليتها في تنظيم المكاتب وإحداث نقابة تكون مرجعًا ملزمًا للجميع.
وأضاف صالو أن سبب ارتفاع الإيجارات يعود إلى ارتفاع ثمن الأرض المعدة للبناء التجاري والسكني، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مواد البناء التي تنعكس سلبًا على أسعار العقارات؛ بسبب التكلفة العالية للمنزل المعد للسكن أو المحل التجاري، منوهًا إلى أن الخدمات المقدمة من المؤسسات العامة تتضمن ضرائب مرتفعة بموجب الدخل المقرر ، كمثال التسجيل على ساعة كهربائية منزلية حيث يبلغ ثمن الاشتراك فيها ٢٠٠ دولار أمريكي .
وأكد صالو أن وجود عدة جامعات في المدينة أدى إلى ارتفاع واضح وملحوظ في إيجار المنازل وإيجار المحال التجارية، مشيرًا إلى أن الطلب المستمر من قبل طلاب الجامعات وأعضاء الكادر التدريسي والحاجة إلى السكن بالقرب من الجامعات يسبب ارتفاعاً واضحا في أجار المنازل نتيجة احتكار أصحاب المنازل وعدم تأجير المنزل إلا بأسعار مرتفعة مستغلين حاجة الطلاب للسكن.
ونوّه صالو أن الظروف الأمنية تشكل فارقاً واضحاً جدًا في تحديد أسعار الأجار مشيرًا إلى أن مدينة إعزاز قد تعتبر مدينة شبه آمنة والوضع الأمني فيها شبه مستقر وأفضل من غيرها من المدن أو البلدات في ريف حلب الشمالي، وتحتوي على بيئة مواتية ما يدفع أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار فيها ووضع أموالهم ومشاريعهم فيها.
وهذا في طبيعة الحال يجعلها مدينة جاذبة للسكان واليد العاملة بالإضافة لاستقرار كثير من منظمات المجتمع المدني والعاملين فيها داخل المدينة، وبالتالي وجود كثافة سكانية متعددة؛ وبالتالي ارتفاع أسعار الإيجارات للمنازل السكنية بحسب صالو.
بدوره تحدث الشاب أحمد علي موظف يعمل بإحدى منظمات المجتمع المدني لموقع حلب اليوم عن تجربته بالبحث عن منزل يستأجره ويستقر فيه خلال مرحلة عمله في المدينة، مشيرًا إلى الصعوبة البالغة في الحصول على منزل وبسعر يكون متوسطاً ومقبولاً.
وأكد الشاب على أن أقل إيجار يمكن إيجاده لمنزل لا يعتبر صالحا للسكن، يبلغ إيجاره نحو 75 دولاراً أمريكياً، أما المنزل الجيد الطابقي حديث الإنشاء، فيتراوح إيجاره من 120 حتى 150 دولاراً.
أما إذا كان منزل جيد ومجهز بالأثاث، ننتقل إلى شريحة مرتفعة من الأسعار حيث يصل الإيجار إلى حوالي 250 دولاراً أمريكياً .
ويحدد أسعار الإيجارات في اعزاز عدة عوامل منها موقع المنزل وحالته ومساحته.
يُذكر أن مشكلة ارتفاع الإيجارات في اعزاز تعكس ضرورة وجود استراتيجيات وسياسات حكومية تهدف إلى تعزيز الإسكان الشامل وتنظيم سوق العقارات، ويتطلب ذلك توفير المساعدة للسكان ذوي الدخل المحدود وتطوير المشاريع السكنية الميسرة، يجب أن تكون هناك جهود منسقة بين الجهات المعنية للتصدي لهذه المشكلة والعمل على تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق الإيجارات.