شهدت مدينة الباب شرقي حلب اشتباكات واسعة بين مجموعات مسلحة محلية، في ظاهرة ما زالت تتكرر منذ سنوات، دون أن تتمكن الجهات المعنية من وضع حد لها.
وأفاد مراسل حلب اليوم بأن القصة بدأت بمشادة كلامية في شارع عصفور بين شبان من مدينة دير الزور وآخرين من مدينة الباب، تطورت إلى اصطفافات على أساس مناطقي بين الجانبين وتبادل لإطلاق النار، ما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين، أمس الأربعاء.
يقول أبو محمود من سكان المدينة، إن ظاهرة المناطقية عادت بقوة للمنطقة، خلال الفترة الاخيرة، وأصبحت غير مقبولة، حيث ينحاز كل طرف إلى “جماعته” عند وقوع أي مشكلة، دون وجود مرجعية قانونية تسري على الجميع.
وأشار إلى وجود تحزبات كبيرة في المنطقة، بين أبناء المدن المختلفة، معربا عن أسفه لصدور الخطابات العنصرية اثناء وقوع الخلاف أمس.
ورغم تدخل بعض فصائل الجيش الوطني ومحاولتها فض النزاع والانتشار في شوارع المدينة، إلا أن الاشتباكات استمرت حتى وقت متأخر من يوم أمس، كما وقعت مشاجرة أخرى منفصلة عنها في تلك الأثناء، وشهدت أيضا إطلاقا للنار.
وتعاني مناطق ريف حلب وخاصة مدينة الباب من انتشار السلاح واستخدامه بمعظم المناسبات في الأفراح والأتراح، كما تتكرر في المدينة النزاعات على أساس الانتماء للمناطق، وسط مطالبات من الأهالي بضرورة إنهاء هذه الظاهرة التي تفاقم الفجوات في النسيج الاجتماعي بين السوريين.
فوضى السلاح
بعد وقوع المشادة الكلامية في شارع عصفور، انتقلت الاشتباكات إلى دوار العلم وسوق النوفوتيه وشارع الواكي، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة وقواذف الـ”أر بي جي” واستمرت لساعات طويلة، ما تسبب بحالة ذعر بين السكان.
وطالب الأهالي قوات الشرطة المدنية والعسكرية بالتدخل الفوري لفض النزاع الحاصل بين الأطراف المشاركة في النزاع، في حين بدأت المساجد بالمدينة برفع التكبيرات بهدف الضغط على الأطراف المتنازعة لوقف الاشتباكات.
وبعد إصابة عدد من المدنيين إضافة لعنصرين من الشرطة المدنية ونقلهم إلى المشافي تدخلت فصائل من الجيش الوطني السوري لفض النزاع، وانتشرت في الشوارع وعلى مداخل ومخارج الأسواق، وعلى إثرها توقفت الاشتباكات وهدأت الأجواء.
ورغم كثرة المشاكل والاشتباكات واعتياد الناس عليها حتى باتت بمثابة الروتين، يؤكد “عبد الرحمن .م” وهو نازح من ريف إدلب الشرقي، أن الأمر بات مزعجا جدا للأهالي، حيث تسببت أحداث أمس بحالة من الذعر عند دخول الرصاص المتطاير إلى بيوت المدنيين، ما شكل خطرا على حياة الأسر داخل منازلهم.
ويقول الشاب إن الحل الوحيد هو سيادة القانون على الجميع، وتمكين الشرطة العسكرية والمدنية والقضاء من أخذ دورهم الحقيقي، وإنهاء حالة الفصائلية وفوضى السلاح.
يذكر أن الباب تؤوي عشرات آلاف النازحين من المناطق الشرقية ودير الزور، إضافة إلى أرياف حماة وإدلب، وآخرين من مختلف أنحاء البلاد.