ياسر العلاوي

عودة إلى اللعب مع الولايات المتحدة، هذا حال الميليشيات التابعة لإيران حين استهدفت حقل كونيكو مرتين خلال أسبوع واحد، الحقل الذي يعد أكبر مكان لتجميع الغاز الطبيعي في سوريا، وهو المعمل الأكبر الذي يصل حقول شرق سوريا بمعامل ومحطات تنقية الوقود والغاز في سوريا.

استهداف الحقل يشكل خطراً كبيراً على المنطقة ككل، ويعد ضربة للقوات الأمريكية وحليفتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وبما أن الاستهداف في المرتين كان من القرى السبع التي يسيطر عليها الإيرانيون وسلطة الأسد والروس، فإن السؤال عن حجم القوة التي تمتلكها إيران شرق الفرات أصبح أكثر إلحاحاً.

الصحفي السوري عهد الصليبي تحدث لموقع حلب اليوم حول حجم الوجود الإيراني وأماكن تمركز الميليشيات الإيرانية شرق الفرات، وأكد الصليبي أن “الوجود الفعلي والرئيسي للميليشيات الإيرانية شرق الفرات هو في قريتي حطلة وخشام، ومنها يتم استهداف قواعد التحالف وقوات سوريا الديمقراطية بالصواريخ”.

وأضاف “تتقاسم روسيا وإيران الوجود في القرى السبع شرق الفرات، لكن التأثير الأكبر لإيران، في بعض الأحيان دخلت وفود مكونة من شخصيات إيرانية بارزة إلى قرية حطلة وشاركت ببعض الاحتفالات الدينية والمناسبات الخاصة بالشيعة، مع العلم أن هناك عائلات متشيعة في القرية قبل الثورة، وهو ما سهّل دخول الميليشيات الإيرانية إليها في الوقت الحالي”.

الخبير العسكري أحمد الحمادة قال لموقع حلب اليوم “إن السيطرة الفعلية على القرى السبع شرق الفرات تعود لإيران وليس لنظام الأسد، واستهداف حقل كونيكو وقواعد التحالف الأخرى هو لإيصال رسالة أنها قوية في سوريا، وهو ذات الشيء فعلته في العراق من أجل إرضاء أتباعها”.

وأضاف الحمادة “تنقل الميليشيات أسلحتها بأكثر من طريقة منها عن طريق العبّارات المائية أو الجسور التي أعيد ترميمها، تستخدم الميليشيات التابعة لإيران الأسلحة الثقيلة والصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في استهداف قواعد التحالف ومقرات قوات سوريا الديمقراطية من القرى السبع التي تسيطر عليها شرق الفرات”.

بينما أكد الصحفي عهد الصليبي على أن إيران تزوّد ميليشياتها بصواريخ متوسطة المدى أو حتى ذات مدى قصير بشكل خاص في هذه المنطقة، وأضاف “لا يهم الميليشيات الإصابة المباشرة بقدر الاستهداف نفسه، يمكن أن تسقط الصواريخ في مناطق مفتوحة أو في البادية بعيداً عن القواعد، لكن الهدف الذي تسعى إليه إيران هو إعلانها عن استهداف القواعد التابعة للتحالف كخطاب موجه لمؤيديها”.

وأشار الصليبي إلى أن الأخطار الناجمة عن استخدام هذه الصواريخ تكاد تكون معدومة، مستشهداً بنتائج عمليات الاستهداف السابقة التي نفذتها الميليشيات في سوريا والعراق، مستثنياً حادثة البرج 22 عند الحدود الأردنية التي راح ضحيتها ثلاثة عناصر من الجيش الأمريكي.

ورأى الخبير الاستراتيجي أن “ما تفعله إيران يستبق الانتخابات الأمريكية التي ربما يفوز بها دونالد ترامب الذي صرّح فيما سبق عن نيته سحب الجيش الأمريكي من سوريا والعراق، وعمليات الاستهداف هذه ربما محاولة لخلط الأوراق في المنطقة”.

وتتموضع الميليشيات الإيرانية على خطوط تماس مباشرة مع قوات التحالف الأمريكية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في أكثر من نقطة في سوريا والعراق، ولكن ربما أكثرها سخونة هي التي تقع شرق الفرات، خاصة وأن الطيران الأمريكي استهداف في فترة من الفترات الوجود الروسي والإيراني المشترك في القرى السبعة الخاضعة لسيطرتهما، ما تسبب في مقتل قرابة 150 عنصراً معظمهم من الجيش الروسي وضباط في الحرس الثوري الإيراني، ما يجعل اللعب مع الولايات المتحدة مرة بعد مرة أمر في غاية الخطورة شرق سوريا.