مع حلول فصل الصيف من كل عام، يجدد الدفاع المدني السوري نداءاته للسكان بضرورة أخذ الحيطة والحذر خلال الاستجمام والسباحة ضمن الأنهار والمسطحات المائية بالشمال الغربي، لكون العديد منها خطرا، حيث يتم تسجيل عدد كبير من الضحايا في كل موسم.
وزادت موجات الحرارة الأخيرة الإقبال على ورود تلك المسطحات، في عدة مناطق أبرزها الباسوطة وميدانكي قرب عفرين شمال حلب، وجرابلس في ريفها الشرقي، وبكفلا ودركوش وعين الزرقا في ريف إدلب.
ويؤكد الدفاع المدني أن الغرق هو أحد أكثر الأسباب التي تسلب الأرواح ضمن قائمة الإصابات غير المتعمدة على مستوى العالم، لذا فقد تم تخصيص “يوم عالمي للوقاية من الغرق”، في الـ 25 من تموز في كل عام.
وفي إفادته لقناة حلب اليوم، قال المتطوع مصطفى نجار، من فريق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري، إن الفرق في مراكزها المنتشرة في شمال غربي سوريا تتلقى بشكل مستمر بلاغات عن حالات غرق في المسطحات المائية وهي تستجيب بشكل فوري ومباشر لهذه البلاغات، إضافةً لانتشار فرق إنقاذ مائي بالقرب من عددٍ من تلك المسطحات التي يقصدها الناس بشكل أكبر من غيرها.
ويتركز وجود تلك الفرق في منطقة عين الزرقا بريف إدلب الشمالي، وبحيرة ميدانكي بريف عفرين شمال حلب، ونهر الفرات بمنطقة جرابلس شرقي حلب، حيث تكون هذه الفرق موجودة في نقاطها القريبة جداً من تلك المسطحات على مدار 24 ساعة طيلة فصل الصيف.
وتلقت فرق الدفاع المدني نحو 50 نداء استغاثة لحالات غرق في المسطحات المائية شمال غربي سوريا، منذ بداية العام الحالي حتى يوم 25 تموز.
وانتشلت فرق الخوذ البيضاء جثامين 24 مدنياً بينهم 10 أطفال، فيما تمكنت من إنقاذ 21 مدنياً بينهم 7 أطفال وامرأتان.
وتحافظ الفرق المزودة بمعدات غوص وقوارب على حالة استعدلد دائمة، وتنتشر في أماكن محددة، لتسريع وصول الفريق في حال كان الغريق على مسافة بعيدة من ضفة النهر أو البحيرة.
ولكن رغم كل التحذيرات والتوعية وحالات الغرق التي انتهى الكثير منها بالموت – يضيف نجار – إلا أن المدنيين لايزالون يرتادون هذه المسطحات للسباحة، مع ان عدم الاكتفاء بالاستجمام بالقرب منها ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم.
وتشدد الخوذ البيضاء على منع الأطفال من الذهاب لوحدهم إلى المسابح الخاصة ومرافقتهم إلى المسطحات المائية لمنعهم من السباحة فيها، كما تحذر من الوصول إلى مسافات بعيدة عن اليابسة أثناء السباحة، بحيث يصعب على السابحين – خاصة الأطفال – العودة؛ إما بسبب بعد المسافة أو التشنجات العضلية أو اختلاف التيارات المائية.
وطرأ اليوم الاثنين ارتفاع جديد على درجات الحرارة حيث تم تسجيل طقس صيفي حار ومشمس في عموم المناطق السورية، وقد اقتربت درجات الحرارة من 40 درجة مئوية، مع حركة رياح متقلبة وخفيفة إلى متوسطة.