تعرضت نقطتان عسكريتان تتبعان للقوات التركية في إدلب شمال غربي سوريا للاستهداف بشكل مباشر، خلال اليومين الماضيين، رغم الحديث التركي المستمر عن الاستعداد للتفاهم والمصالحة مع سلطة الأسد.
وأفاد مصدر عسكري مطلع -رفض الكشف عن اسمه- لحلب اليوم، بأن منطقة النيرب جنوب شرق إدلب شهدت تصعيدًا خطيرًا، يوم الثلاثاء المصادف 23 يوليو/تموز، حيث تعرضت نقطة عسكرية تركية لهجوم بطائرتين مسيرتين انتحاريتين إيرانيتي الصنع، مما أسفر عن احتراق خزانات وقود وتضرر آلية للجيش التركي، وإصابة جنود، تم نقلهم شمالًا لتلقي العلاج، تلا ذلك قصف مدفعي متبادل بين القوات التركية وقوات سلطة الأسد.
عقب الهجوم، قصفت قوات سلطة الأسد بالمدفعية نقطة عسكرية تركية في نفس المنطقة، مما زاد من حدة التوترات، وردًا على هذا الهجوم، قامت القواعد التركية باستهداف مباشر لمرابض مدفعية قوات الأسد جنوب شرق سراقب، وتواصل القصف التركي على مواقع سلطة الأسد في سراقب.
كما ذكرت المصادر أن قوات سلطة الأسد المتمركزة في الحواجز المحيطة قامت بقصف مدفعي ثقيل لمحيط بلدة سرمين وقرية سان بريف إدلب الشرقي، بالإضافة إلى قصف محيط بلدة النيرب، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة وزيادة في معاناة السكان المحليين.
ويوم أمس الأربعاء، استهدفت طائرة مسيّرة مفخّخة محيط النقطة التركية في بلدة “تقاد” غربي حلب، دون ورود أنباء عن إصابات أو خسائر مادية.
وفي تفسيره لذلك قال الباحث السياسي ومدير وحدة الدراسات الاجتماعية في جامعة شام، محمد البقاعي، لحلب اليوم، إنه عندما تجري تلك الاستهدافات فيعني ذلك أن هناك طرفين وقد تعسر التفاوض بينهما، ما يدفع احدهما لاستخدام لغة أخرى هي لغة القوة.
وأضاف أن هناك بعض الكروت على الطاولة يتم استخدامها سياسيا، وفي هذا الإطار يمكن فهم التصعيد الجاري وتفسيره بأن هناك مفاوضات وكل طرف يحاول أن يكسب نقاط قوة فيها.
ويأتي هذا التصعيد بينما تشهد المنطقة توترات مستمرة بين القوات التركية وقوات سلطة الأسد وتعزيزات عسكرية لهيئة تحرير الشام على جبهات سراقب شرق إدلب.
لما لم يتم تحديد موعد للقاء بين أردوغان والأسد؟
بعد نشر صحيفة تركية معلومات عن لقاء مرتقب في آب المقبل، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد، نفت روسيا ذلك رسميا، كما نفت مصادر تركية وجود موعد أو اتفاق أولي بشأن اللقاء المفترض.
وفيما يتعلق باللقاءات التركية مع سلطة الأسد، يرى البقاعي أن عدم تحديد الموعد يعني أن هناك ملفات يتم التفاوض عليها، ولا يعني أن موضوع اللقاء سيلغى، مضيفا: “يبدو أنه لم يتم التوافق على الملفات بعد.. ما يجري حاليا يعني أننا في مرحلة المفاوضات بين الطرفين”.
وقد استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشار الأسد في موسكو، أمس، دون إعلان مسبق، ولم تتطرق التصريحات لموضوع اللقاء المفترض نهائيا.
وقالت الخدمة الصحفية التابعة للرئيس الروسي اليوم الخميس: “ناقش الجانبان الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهها المنطقة”، كما أكد بوتين خلال الاجتماع أن الوضع في الشرق الأوسط يتجه نحو مزيد من التصعيد، بما في ذلك سوريا.
وأكد الباحث السياسي الروسي المتخصص بالشؤون الدولية والعلاقات الدبلوماسية، ديمتري بريجع، في إفادته لحلب اليوم، أن المفاوضات بين تركيا وسلطة الأسد كانت بمبادرة روسية ومبادرة من رئيس الوزراء العراقي الذي يحاول أن يكون له دور نتيجة المصالح مع تركيا فيما يتعلق بالمياه وأيضا ملف اللاجئين وملف تنظيم الدولة.
لكن موسكو – بحسب الباحث الروسي – رفضت ذلك، حيث تريد أن يكون لها الدور الأهم في الدبلوماسية عبر التوسط لإيجاد الحلول الدبلوماسية بين تركيا والأسد.
و نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصدر دبلوماسي أن الأطراف “لم تبحث بعد مكان وموعد عقد القمة” لكنه أعرب عن “تطورات إيجابية متسارعة لتسوية الملفات الخلافية”، متوقعاً أن القمة “سوف تعقد قبل نهاية العام الحالي”.
وكان الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد تجاهل التعليق على أنباء تناقلتها وسائل إعلام تركية حول ترتيب اللقاء، لكنه قال للصحافيين، إن روسيا “تواصل تهيئة الظروف لإطلاق الاتصالات بين الجانبين”.